ديوان : من نافذة قطار الشرق

من نافذة قطار الشرق

مصعب الرمادي

من نافذة قطار الشرق   

____________ 

الكتاب : من نافذة قطار الشرق 

الكاتب : مصعب الرمادي

تاريخ الطبع : سبتمبر 2022م

حقوق الطبع والتأليف محفوظة للمؤلف
______________________

*إلى / مبارك أحمد الأمين الرضي

_________________________

1
والى الابد
صار شجوك يعني ذاكرة الارض ،
يعني الذي لا يتداركني
حينما لا اندم على ما لم اعد اعبأ به
او حين ابصر خلفي فلا اكاد أراك  ،
بالكاد كان تصوري خاطئاً عنك
لكني غفرت لك وللعالم المأفون الذي زيف صوتي
فلم يعد لدي قدرة على المحو
او هجرةٌ قاصيةٌ لطيوري السوداء النازحة
او وطناً جديداً يشملني برعايته الرؤمة !.

2
انقضت الأعياد
وانفض السامر
وصار لكَ جسدٌ تنتمي له
وبوصلة تستدل بها الطريق
وحين يعضك اليأس تستنجد بي وبها
وقد كان لك اورادٌ في الرضا و القبول
في الاقامة و الرحيل
لك مالم يكن لغيرك
ابدا ياسيدي لم اكن لك
ولم تكن المدينة مجنونة ً
لتستدعي حواديتك
او تغض مضجع تأملاتك
او تسترعي شهية انتباهك
ولقد كان لطاغينك روحاً 
في رئة الاماكن التي كثيرً ما تتنفس ذكراك !.

3
في القمرات الشعبية
تحت مظلة الضوء الكاشفة
كانت الاشجار تركض ،
ومن نافذة قطارك
تتناسل قصص الحب
وتصيخ الاحاجي القديمة لاجلك ،
يشرق بك الالم
وتتسامى بك الجراح 
في اناشيد العُمال
وفي وعد السنبلة للارض
ولك عندما ترجع في المرة القادمة
يكتمل بنّا لحن الاغنية
وانت اقوى عوداً من الان
واكثر عشقاً ليِّ وللوطن !. 

4
لطالما تنعقد الازمنة بذكرياتها
تتداعى على مهل ظنونها
وترش اضواءها الباهرة في بؤرة المكان ،
زهرة الاوركيد التي تفتحت
وباحة الحديقة التي اهدت لنا الورد ،
ثمة عطرٌ محبب منك يضوع في الافاق
ثمة حنجرة طرية 
واحلام مؤجلة في حاجة الى تحقق ،
هكذا عبرت محنقاً محنتك
ضمدت جراحي بالنسيان
ولعقت قروحك المزمنة ،
موجع كان هذا الالم
موجعة هذي البلاد بمن فيها
موجعة تلك الرحلة التي لم تنتهي لتبدأ
ولم يسهر العالم عليها قط
بل كان يرعش خجلا كلما صادفك
وكلما صادفتك امرأة فاجئها الطلق 
فهزت جزع نخلتها الوحيدة
وانت تعبر بيِّ القرى والدساكر
تزرف الدمع مدارا على مالم يتم
فاعنُ بك فاراً من فصول الجحيم !.

5
الهدندوة عبر نبواتك الكاذبة
يضرمون النار في الطريق
وكلما ملائكة ٌرنقت باجنحة السلام عليك
يستحي البُن عندما يعن بأمرك 
طارفٌ جديدٌ من اخبار كتابه ؛
الخيام تحل اوتادها
ويرحل البدو لمراعيك الممرعة
فاشكوا قلة الحاجة لك
ولليالي خضراء 
لم تغمرها بهجتي الطاغية
بالهمس والشكر والضحكات ؛
كان جموحك في قلبي يزاد عنادا
فاتحرى بذلك نجمة سعدي 
تحت سماءك الزرقاء الصافية !.

6
الغبار سيدٌ
والاودية النائية مملكة ٌ
وصمتك النافد قصيدة مؤجلة
تواتيك وانت ترفل في المتاهة ،
غفلا من زيغ الذاكرة
جائساً في ظلالها الداكنة
تطويك المخاوف والنعاس
في دخان يرتع بالخارج
لسديم من طيور الجنة
تحط على سربك المهاجر ؛
اوشكت وجههم البائسة
ان ترعى غزلان صمتك المطبق
واوشكت يدك العسراء
ان تشرع الباب وترضخ
كما اوشكت اللغة الهزيلة 
ان تغطي عورة فكرك
وانت تومي بدلاتها في حقول الاشارة !.
انها تتأجج كالفحيح الان
في تلاقي الاحبة وعناقهم
وفي شرود الضوء بمنشور اللحظة
وفي جفجفة وعويل قطارك الاخير !.

 

__

يتبع

___

 ______

سبتمبر 2022م
قرية المتنة  - القضارف


تعليقات

المشاركات الشائعة