ديوان : عودة الثائر

عودة الثائر 

مصعب الرمادي

عودة الثائر

____________________
الكتاب : عودة الثائر      
 الكاتب : مصعب الرمادي
تاريخ الطبع : يونيو  2022م

حقوق الطبع والتأليف محفوظة للمؤلف

______________________________

مامادو

إلى الرفيق / محمد أدم "مامادو"

1

القتلةُ يسجنون زنزانة اللَّيل في وحشة المزاليج الصَّدئةْ . كالنهر الذي يمر قرب بيت جارة السوء كانت البلادُ التي لم تعثر عليها في خرائط الطريق تغتسل بها من حمى الصراع المضني من أجل لا شيء تستحقه معاهدة صلح الخنازير و القردة و الكلاب.  كان القتلة الذين يوسعون مواعين المشاركة لرعاع ورجرجة لا يديمون تحاليل الهموجلوبين فيما وراء تقصي مداهمات الأقاصي لكبوة الجواد و نبوة الفارس وهفوة المنتقص من استكمال مشروع النهضة و قيادة الإصلاح . كان النهر الوحيد بالقتلةِ يتوسل لرماد الماء لمنعرجات لوحةِ البيت السريالية  إذ يرنو بها عبر نافذة المنفى المفتوحة إلى شجرة الخروب و طائر السنونو العائد للتو من شراكة" المؤتمر الوطني "المستكفي بنكوص تدابير علقة المعاصرة المعتبرة .

2

بيني وبين هذه المدينة الظالمُ أهلها سجالات ضارية لا تنتهي  .بيني وبين هذا الشاعر القروي المسكين الذي لردة القديس و لترهلات أهل الفترة بصليب المنقطع عن نظارة قطائع "بيزنطة الجديدة ". بيني وبينها نقطة الحوار الساخنة و رهج ظهيرة أيلول التي لم تظهر على جلية مكابرة المذهل قبل تسيس عروة السيف لطرق المتصَّوف من شَّدة سكسكة حضرة الدرويش . بيني وبين حبيتي بهذه الثورة المُجهضة الذي بهم لا يسكن لمنتهى تطلعات "القضارفية" المنذورة لحسك الدروب اليتيمة التي لن تفضي خطواتها التالية الى ما بعدها .

... ..

كلما خالجني الشعور بالموات اليومي لمدينة نائيةٍ تقبعُ وراء تلك التلال البعيدة أغواني وجوم مقابرها الكالحة لما صار يسالني  بها و الناس عن مذعة لحم اليهودي و غفلة "سنار القديمة" عن حراسة مدخل الكهف  . إه أيتها المرأة الممحونة بلوعة الحرائق و الأباطيل المتسخة الذيل كيف لم يُوغر بك الصَّدر عقدة الثأر لنزهة  "الجنجويد" الذين ماعادوا يجلجلون في الأفاق ريثما يستعيد هذه الخواء المستفز أمجاده الخائبة !. . أه أيها الولد المستدرج لشجار البارحة  كيف لم تفهم عاقبة التغاضي عن  كلما خالجك بالممر اللولبي المؤدي الي شارع القصر ما لا  بدلاً من نتصر في النهاية على الشيطان و معاشرة اللئيم   .

3

 مثلما لم تذعنُ المليشيات لرعونة المنتقص لا تفتك بالأقل حظوة من عهدة الكركون الحربي جعجعة السلاح المعد لمؤنة القاتل المأجور . مثلما لم تستطيع  المليشيات المبددة للوقت المتخثر بين الراجفة و الرادفة  التحسر على اللبن المسكوب فأن حدائق الشوك القديم بكتاب المراثي الحزينة قد لا تلقي بالاً لرتابة إيقاع المارش العسكري الأول قبل تستولي و شرذمة من متعهدي بلاط صاحبة الجلالة على تل الرماد  .

4

وقد يقول "مامادو" بعودة الثائر الغريب بعد خصومةٍ  لا يجدر بها النسيان أو صب الزيت في النار .  و قد يقول بالحلول و الانسلاخ والتقصي المثابر لذات وعورة المستبطن كل مستهجن لا يخدم  الصهد بهوامش الاهمال و التبلد الذي لا يتلافى غدر خنجرها المسموم او يجنب "العامرية" الخلافات المؤامرات و الدسائس التى لا تراها في طوطم المنسرح و عمودياته المستقلة  .قد يقول "مامادو" بالأعالي و الجرف الهاوي مثلما لا يستبعد بين ظهراني جذع منخور وناي مبحوح المسافات تجرد إجتراح الطريقة لمنتهى توحش أسطوانة السأم المشروخة من فرط انخطاف أرنبة التهريج.   

... ..

لترتقي الأرواح الأثيرية المتخففة من ملكوت سدرة الأشواق  الى بارئها غداة تفريط لا يخلُ بتراتب مدافعات البيع و الصلوات التي لم يظفر بها الانتقال المستكفي  بالماضي عن تمرحل صلافة بيان الجنرال المتبجح "بمجزرة الاعتصام" و قدرة الشهداء على التمام ذات قمر كامل الإمامة يتقدم بنيانها المرصوص . أجل لقد كانوا هنا جميعاً و الدموع التي لم تحاكمها سمكة في البحر لم تسجنها الثكنات في ققم اللَّجة العميقة  والشطح و الهذيان الذي بعد عودة الروح المستوطنة بجذور المأساة لم تخلي سبيلها منجرد لهياكلٍ  . أجل لقد كانوا هنا  كهاتيك الأرواح الأثيرية الهائمة التي تلطفت بمكاشفات سيرة الشهداء و المصابين و الجرحى  لحين تشبيكٍ فارع التبجح يليقُ بذروة بطولة الخائن.

5

انه يقول : " وليس بالملحِ جرحُ المدينة المكشوف لولا ما تُوري  بها عورة المصاريع  و تذاكر الهذيان المدل لغفلة الطريق و تحري مظاهرة فجرها الكاذب".  انها تقول " إنهما للملح و جرح المدينة المفتوح عند مصرع بطلها الملحمي قبل ان تتكدس الحديقة بمنديل العاشقة فلا تشملها بحنو الوردة الحجرية نظرة الوداع الأخير " . انهما هناك في الملم العظيم كأن الشهيد لم يكن في غفلة من الموكب ولم يراعي قداسة التراب الذي قد لا يعني الوقت المستقطع لمناصبة الوقت.

6

الحقيقة بلا عيونٍ أو أيادي لكيلا  تجسَّمها المرئيات بمناظيرٍ كفيفةٍ قد لا تبصرها و الأعشى بلجة البحر وغثيان دوامة محاولاتها الفاشلة  . الحقيقة بلا ذاكرةٍ  أو عيونٍ لكيلا تتكرر على بردعة حمار الشيخ الذي لا يتصل بعقبة العشب ومدرجات الجامعة دون أن لا يستبعد بمحركات البحث أن يتهم الأسافير بطبخ تسوية رخيصة توقف العداء و التصعيد المتبادل لسقوط الفترة الانتقالية الناعم .

...  ..


الرجاحة تُستفسرُ بينما الفقرُ قد يُعدي خلا ما لا  يتفاوضُ بهما عن ديباجة تسليع  أطماع المستعمرين قبل متاجرة المعاش بقوت اليوم باليوم. الرجاحة قد تُستاب بينما الإقدام قد يصيب الإيمان في مقتلِ فلا يبلغه من الحديد منتهى توخي الطازج من لحم الحديد  . الرجاحة سيدةٌ و الهرطقات وجوم السطوة بسلطان ترهاتهم التي لم تعد محلاً لحزلقات المتعدي على لزوم عراءات المُستَوحش.

7

وليس بمخذولٍ ان يمارس النظري تطبيق ثورة الفقراء بما لا يشك في مجادلته  دون ان لا تروم بهم مكايدات نظارة الغريم.  وليس أن لا يجدي فتيل مدومة الحال كمثل استحالتهما على حائلٍ قد لا يأتيهم  وسفاسف تبلد الممارسة المتنكبة لتضاريس وعورة المتمنع  .  كما ليس أن يمارس المتخلق تبرعم اللانهائي كمثل تفكرها بالكائن الخلوي و ملكوت السموات و الأرض  لمجرد التنصل عن تأكيد وحدة الموضوعية من تداعيهما الحر على خرائب هذا الليل البهيم  . 

8

و الآن وبعد أجهضت كل أحلام الثورة وإنقلب السحر على الساحر فما الذي تراه بالدغلِ قد يجدي تبرمها على معاودة شجر البرق لبراقة أملٍ عاطلٍ عن الأمل بإفريز النافذة المفتوحة  ؟!. أجل لقد انهالوا عليه بالضرب المبرح حتى كأن اليوم التالي لن يراه على فراشه الابيض  بمستشفى الحوادث أو شوارع بيوت حارته الشعبية "بحي سواكن" . والآن وقبل أن تستعيد "القضارف المحروسة" حظوتها في ريادة مهزلةٍ مجيدة جديرة بمقاطعة مشاهدتها  فما الذي تراه قد ينفع الصورة التي لا تقرأ بين السطور ما لم تكن به  "ست النفور" لتستدرك به حظوة الإمكان من مراوحة القلوب لكلل الفسحة بين الساعة و الساعة  ؟!.

... ..

على الأبيض نصاعة النوايا البريئة التي لم تستشفي من  تباريح الوطن المكلوم  حرقة الظلام الداهم . على الأبيض لم تطوي صفحة البائد بعد ثورة الشعب العارمة  وعزل "البشير "كأن من جماهيرية ذمة صناديق الاقتراع تجرد جذور الطغيان دون تصحيح المسار أو اتهام الطغمة الحاكمة بارتكاب جرائم حرب الإبادة الجماعية وما يندرج جراء ذلك ضمن قائمة الإرهابي الذي ما زال  في حرب دارفور يستأذن سجل الفظاعات على توخي الدقة في التنصل من دفع حرابة هذا العار .

9

الأكثر ملائمةً لهذا العبث نبذة ٌمختصرةٌ لكروية الأرض لا تني تحرض المنبسط على المزيد من النكوص لتعزيز مناعة فقد المقاومة الشعبية الجلل  . على هذا النحو أو غيره كاد الذي لم ينجم إلا عن توَّهم الدَّار لمتردمٍ  لا يحضهما و  "تفاحة نيوتن الساقطة "  على نكايِة التسطيح  كلما لم تنجو بها البلاد من مغبة تبجح البارود على ملكية الماء و الظل و الكلأ و مرافعة العشيرة عن قيامة المحشر  . الأقل تنصلاً من تحالف المكون المدني قد لا يحلُ " مجلس السيادة " او يعفي حكام الولايات المخلوعين من تجشم مآلات العصيان المدني  بل انه قد لا يطلب كذلك من الحكومة الانتقالية  القادمة ما تيسر من تظاهرات الحشود بعد انقلاب 25 أكتوبر على شرعية "قوى الحرية و التغيير " و"  تجمع المهنيين السودانيين" بعد تمكين تقاسم ثروة المتسلط على قطع الطرق و الجسور الرئيسة لشوارع الخرطوم المعتمة التي لن تفضي إلى بنود الحبر المغشوش الذي كتبت به معاظلات " الوثيقة الدستورية".

10

الوعلُ الجبلي بالهضبة يستعلي على غطرسة الجهات والقبائل التي لقبلة الصلاة لا  تزحم الموصل بابتهالات الكروان و الآفاق المهيضة الأحلام بمنعرج استكانة المتضرع  . الوعل الجبلي بالقصيدة الرعوية لم يكن كمثل طير الرهو او المسكيت لو إنهما قبل "طوكر" و "هدل" و"هدليه "و حولية " الشريفة مريم " في " سنكات " لم يبلغ بالتراشق مرتبة من الفزع الأكبر لم تقصدهما في كثيرٍ مما يحض خلوة الأجنبي على ما تيسَّر من سريرة المياه  . 

... ..

متميزٌ عن سابقٍ قد لا يلحقهما  قبل عبرةِ الخواتيم ليحصل على تقاليد المعترك  من جذوة الثورة و واسطة المُستدرك للقيادة المعتصمين خلف السواتر الترابية و المختصمة على تراسيم الحدود و تنسك الشهداء و الأولياء و الصالحين و الشعراء بذهانٍ عابق التضرم  لا يني  يعتصر جوامع الكلم المؤدي الى تماسك المبني المتضمن لغاليري للوحات التعبيرية في" راديو دبنقا "  لمزيد من الجد و الصبر و الثبات قبل هلاكٍ قد لا ينذر المشركين لنزل الأحقاف التي  لا تنكر عبور نفراً من الجن لدجنة الوادي وعبقرية هذا الولد المجنون  .

11

يظل عالقٌ في الأذهان ذاك الذي لا يستبعدُ ان يقلب حياته رأساً على عقب في سبيل ان يحظى بتكافؤ الفرص المتراكمة من فرط اختبار دلالة المضامين و تكهن عراب المدينة الأعمى لدنو موعد انقلاب محتمل . يستهلك الخشية من المجهول المستحكم على حيازة العالق من تصريحات " عبد الفتاح البرهان" للذي عليه قد لا يجديه تصدع العرض الجانبي من احتقان الثورة المدججة بجرح الثورة دون أن لا تكف عن خروجها الي الشوارع لإنهاء حكم العسكر

 

____

يونيو   2022م 

ميدان الحرية  -القضارف

تعليقات

المشاركات الشائعة