ديوان : هنا تل أبيب

 هُنا تل أبيب 

 مصعب الرمادي

هُنا تل أبيب 

________________
الكتاب : هُنا تل أبيب     
الكاتب : مصعب الرمادي
تاريخ الطبع :  سبتمبر 2021م
حقوق الطبع والتأليف محفوظة للمؤلف
____________________________
 من سجن جلبوع  
 

لطالما لا يضل به تبرم الحانق إلاَّ وحشة داهمة لم يلوي بها الهاربين الستة عن الأطناب  المستدل على ترميز ما قد لا تشك به غلظة الزنازين ونباح كلاب الفلاة المسعورة بما قد لا يسعف الوازع من تنقيص نكاية ثبور انقلاب العاقبة على  عقوبة تطويق الفضاء الفلسطيني  الانفرادي . 

***

لا يفرغ المشوه بدائل ما يسعى به الاحتلال الإسرائيلي في التنكيل بنضال المعتقل الفلسطيني بما لا ينال به من تصور ضالة تفكيره المشوش ناهيك على ما لم يظهر على جلية تطويع إرادة الباطش . كما لا يؤخذ من تمادي ممارساته القمعية هناك غير ما الذي يثبط من عزائم نزلاء سجن جلبوع ودونهم عواء عزلة العالم الفاحش . 

 ***

لو ان الهناك من هنا خلا ما لم يظفر به السجناء في جلبوع  من إطالة برهة القاتم لكان من خلاله قد استفحلت طغمة الأغلال الثقيلة كما أوشكت به شكيمة المطاردين ان تعبرها و كاميرات المراقبة الدقيقة دون أن يكون ذلك خصماً على لعنة الأوطان المصادرة بين الفينة وبرهة اختصاص الويل على مهالك ما تنتكب الإسرائيلي في فساد الحرث والنسل . 

 ***

السجون الإسرائيلية لا تحتكم على غير المعول عليه  كما بها لا تروم  قيامة الأجساد الوجيز من شؤونها الصغيرة و العابر ما قد لا يتحقق بغيرهما لولا شبهة ضلوع الطيني  بملازمة القاضي بمأمورية الحرب الأبدية مقابل دعاوي تبجح توسع المستوطنات . 

 ***

 ليحاصرهم حصارهم المفتوح كما لا تقبع بها -الحرية خارج زنازين جلبوع المركزي " فتساجلها وتمتحن بهم ضراوة تجربتهم الإنسانية المريرة مثلما لا تسكن في جنح الدياجر المدلهمة تلاويح تخاطر الطيف بالطيف والمتكلم بذات تباريح جنون الأمل الأقدر على تأكيد تلاحق القهر و الألم من هوية تغريبة  الشتات الفلسطيني و منتهى المنعطف الراسخ من عتمة السجن المؤبد . 

 ***

وليس أن يخطر بمتاهة الخروج كمثل من يتنصل عن نفق الطريق المسدود بما لا يمعن به غير فضل الحديث الفاتر عن تلافي ضير الخسارة الساحقة التي مازال يمنى بها الاستعمار الجديد في استمرار افتراءات الكيان الصهيوني قبل ضلوع المأساة الإنسانية المنقطعة النظير على رماد الماء المسفوح على مقربة  من انتصارهم للقدس والأقصى بمنحر المخذول من نصرة مطالب احتجاج  الأقاصي على تخرسات مظالم  تل أبيب .   

 ***

يقصد المثابرة على التضحية و لا يعنى  مماطلة النواطير في حراسة البيدر . يقصد البرق الخاطف من سيرة العين ولا يعنى حاجب الرؤيا قبل شطحات مشارح الدرويش . يقصد الغيمة المتبرجة تحت سماء منظورة و لا يعنى رعدة المستدل على رضوخ المثقل من رهق المماحكة و أوجاع الصمود والثورة الأبدية واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة. 

 ***

كأنه كان يقول : -" في سفح جبل جلبوع قد تفلت أبراج مراقبة السجن الإسرائيلي من مناهضة الخطوة المبصرة في طريق الخلاص".   أو كأنهم لحين  لم تفلح به الأغلال الغليظة قد يمعن بهم الكلل في ان يتفت من عضد الوقت المنذور لمدى الحياة المعتقلة في زنزانة انفرادية لاتني  تجترح بها معجزة المحاولة المتجددة من فصول الرواية البوليسية و التي عبرها لم يجتاز المنحدر و الهضبة والتل ومعالم ما لم يتحدد بالصورة و الصفة من  هيولية تجوهر مادة الأبدية . 

 ***

يستحقهم النضال  وصراع الوجود المقدس دفاعاً على حقوقهم على أرضهم في حركة الجهاد الإسلامي و كتائب شهداء الأقصى  و سائر فصائل المقاومة الفلسطينية. يستحقهم الفرار وصدام المقدسي مع الشرطة والمستوطنين الإسرائيليين . يستحقهم  التطهير  وتجديد البيعة لما بعد هدنة أجيج الحرائق المستعرة داخل الخط الأخضر .

 ***

لم تكن من عملية الهروب ما لم يستأذن به السجان بالانصراف إلى حال سبيل النكسة والاستنفار العام بين صفوف سلطات الاحتلال  لولا نفق لم يتثنى بها تماماً تمكن الفجر الذي لم يتدارك به تحصين  قبة العدو الحديدية و المضي قدماً نحو ما لم يسعف مسخرة التهديد بقوة السلاح و الوعيد من قبل العصابات الصهيونية .

 ***

 هياكل لا تقيم على خرائط المتحرك  أو بها لا يتوسع نفوذ الغاشم دون مصادرة الهواء وتوطين بشاعة اليهودي منذ فجر التاريخ  في تدنيس المقدسات . هياكلٌ لكيلا يستأنف دونها أقامة محجة الترابي على مخطط العدو على تصفية القضية الفلسطينية . هياكلٌ لتراجع حمئة الثورة والحراك الشعبي دون ما لم يطنب في تفسير غموض الأثر المتراكم بمكاتيب سابق الأخبار التي لا تدل على دفع الفلسطيني إلى الرضوخ للظلم و الاضطهاد  و الهجرة القسرية . 

 ***

كما لا يتلكأ والصفقة التي لا تتبادل غير  الشتائم المقذعة والمشادة الكلامية لمجاز لا يتقنع بمعاملة المثل والمتغيرات الإقليمية في دروس الجغرافية لكل من لم يثبت بها سؤ طالع التخمين و التجديف بغيوب المسترعى قبل تفعيل إرهاب المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة . 

 ***

حيث إن هناك ما لدي و مكافحة الممل مثلها و شسوع تلك المساحة التي لم تشغل حتى مخابرة المهدد الأمني كما لا يعقد تعرض المؤكد الى عودة اللعب على ساحة حرب مفتوحة و لا يفكر المتنفس القسري في مصادرة مجاذبة خلو تصدع ذهان المتجرد .

 ***

لم تمشط الذرائع الباطلة افتراء مروحية الشرطة الإسرائيلية في إحاطة التفتيش لخيط رفيع لم تكتشف به العملية محيط السجن الذي لم يفلت من عقوبة الوصمة التي لم تجتاز بها المعابر الحدودية ويرسخ للعنصرية والتميز كما لا تدحض بها تطويق المدى المدلهم عن المحاكم العسكرية حظر التجول والاعتقال والنفي وحيازة حقوق الفلسطيني المدنية  .

 ***

في سجن جلبوع لم يمس في جوهر المغالطات الممجوجة  تحقق مسؤولية حكومة الاحتلال في تعتيم المأوى الجديد بعد نقل نزلائه إلى قرفات مجهولة أخرى مثلما لم  يؤدي لغير مصادفة العثور على الأسرى الستة القاريين سوى اشتباه الأداة الغالبة لبطولة المغامرة التي عبرهم لم تبطش بالقدر الكافي بيد مغلولة على عنق الزجاجة التي كادت معاظلات الحقائق المجردة بقسوة وجلافة منقطعة النظير . 


_______
يتبع 
_________
سبتمبر 2021م
  السفارة الفلسطنية- الخرطوم 


تعليقات

المشاركات الشائعة