ديوان : هبنقة الألماني وغزالته البلغارية

هبنقة الألماني وغزالته البلغارية

مصعب الرمادي

هبنقة الألماني وغزالته البلغارية

_______________________

الكتاب :  هبنقة الألماني وغزالته البلغارية
الكاتب : مصعب الرمادي
تاريخ الطبع : يوليو 2021م

حقوق الطبع والتأليف محفوظة للمؤلف

___________________________________

على مقهى في هابورغ

أحمق من هبنَّقة !. لكأنه هو الملوح بهما  لولا ما لم يظهره المضمر مما لم تدل به جمله المبتورة و رفقة الغجرية البلغارية على مقهى ليلي  في هامبورغ  دون أن يستشهد بقاعدة لا تلبث أن تتنصل بها عن  زوبعة بالفنجان  ما لا تني تحاول به الخروج من روتين المعهود لئلا يركن إلى دعة المتمادي تكرار مسارد المتحدث بأخبارهما و حكايهتما على مر العصور  بما لا ينفك والتندر بغباء الأحمق وحماقته كأنما هو :   "يزيد بن ثروان القيسي" وقد أقام الحجة والبرهان على حلول التراب بالتراب .

***

هذا الفئة من الأباقين او المتعالي عن  تحدرهما عن شاهق لا يصلح للحب و كينونة مغلوبة على أمرها لا تكاد عبرهما شرح معاناتها  و دغل واجم الرؤيا  والتكوين بجنة في نهاية الدرج المكسور لم تظهر تأوليها الطفيف غلبة المصادر المتضاربة  عن  " ذي الودعات " كما لا يغفل بها تجاوز المتشائم  وشيخوخة صياغة الأساليب .

***

البرهة تحتك ُبجناح النورس  لكيلا يعيق طيرانه الخفيف بمرفأ هامبورغ المتكدس بالبضائع  وغربة بحر الشمال  في صباح باكر كادت به الولاية الفيدرالية ان تدحض افتراءات طبائع العصور الوسطى التي كانت تتنسب ببربريتها وصلفها وتزمتها إليها . كان تنبؤات الحدس مجرد تخمين البلغارية لأسفار قادمة محفوفة بالمخاطر و زعيق السفن وصخب الأمواج الهادرة  دون أن يقع على النهر أو البحر معترك  عبورهما المتأني بذكرى سقوط القلعة وتدمير المدينة واحتلالها . .

***

قد يخُتلق او يضاف إلى تضاعيف هذه المهزلة العصرية الفجة لمحة  من عبقرية الفهم والإستيعاب والتصرف  والتي لأجلها قد تتواري قدرات المراوغ   بما قد لا يمنطق به  المدرك مثيل  لا يضارع مثاله او  يسبق بها مقدمة نهايته المفتوحة  فضلاً على انه قد لا يفلت من إرباك المؤذي إثر مضايقات المواقف السخيفة  مما قد يتمزق قلبي عليه وينفطر حزناً على المسكين الذي لا يجئ ء من تسلط المحبط وقسوة  الفطري و المكتسب من نقص العقل و توتر الأعصاب و الجلطة القلبية. 

***

منذ قرون عديدة  ظل يضرب به المثل في الحماقة والسريرة الصادقة  التي يلاحقها الأطفال بالسباب والحجارة كما يلتمس من نقائها ما يكفي الأحمق  أن ينظر على الحياة  على طريقتها والتي قد تتآمر على سؤال المتدبر من شؤون  الوقت المؤجل لما قد لا يلازمه بعده النحس والفقر والحاجة ومخالطة جحيم الآخرين

***

ليس من العبط درجات يتفاوت بها  الموروث الجيني ويستعصي عليها تلافي تنقيص مواقفها المحرجة  التي توقعك في أحابيلها عقلية متصلبة ومتزمتة وغربية الأطوار . ليس من   التدله تحاشي معاشرة الغزالة البلغارية التي تنعكس صورتها بمرايا البحيرة المتلاصفة قبل أن يمعن في نرجسية الصورة المرئية عاشق اخرق التصور لا يكاد يفرغ من شغل تقلباتها المزاجية بجعجعة الصفائح الفارغة .

***

السلوك قد يمشي حزراً  على إطراف امشاط أصابع ريبة المتشك  و اللحن الخافت المسحور  المختلج بحزن البلاد المنزورة لحزنها الدامغ قد يغمر اول الليل بحديقة همبورغ العامة بمسحة الحزن المتطبع ببلبله المرفوع عن تسطير الأقلام و مكاتيب حظوة البيانو في  تأكيد مواضع الخلل والضعف البين  الناجم من شدة ولع الإمكان المتعزز عن احتواء دقائق الهائل من غفوة الضحك المستبطن لحراشيف بكائية دهريات تثمين تصَّوف الزهيد .

***

طقس يخص الغجرية الفاتنة و توحش النظرة إليها كما لا يغفل بالذكر قلادة الجعران الذهبي ونزر الممر الممر الرملي قبل ولاية المضطهد عبر التصفية العرقية والإبادة الجماعية  وجاهلية هموجلوبين البلغارية المنسوب إلى ما قبل نزوح أقليتها من الهند وإيران ومناطق وسط آسيا حتى وصولهم إلى هنغاريا وبولندا روسيا و انجلترا وبلاد البلقان حيث لم الظلم يتجمهر الطل على البحر الأسود  الذي ظل يلاحقها ويتحدث باسمها ويفرط في تلفيق صورة بالغة السوء عنها.

 ***

قد يقولُ بمنتهى البراءة التي تحيطه من كل الجهات ما قد لا يفَّكرُ به الجبليِّ دون ان يُستفتى من خلالهما عن مقاربة توَّرد تعديها لتجَّمل الصَّورة والإطار والمرأة والمرآة لثاني اكبر المدن الألمانية  . وقد يقول : النزوعُ ولعٌ لا يستدركهما و الأقاصي البعيدة لئلا يشملهما هزيم العواصف الرِّعدية وتساقط الثلوج على مقربة من بحر البلطيق. وربما قد يقول: "ما كان يندلعُ بالأمس من سموات رحيمة  لا تزال تحنو على تعزر اندماجها بالجهالة والرعونة ومحطات قاطرات آخر الليل الأكثر تبصراً لغاية الخواتيم من رفيف جناحي نسر و عيني بومة لا تنهي مطاف رحلتهما قبل خرائب اللامبالاة والتساهل والغباء المُستحكم" .

*** 

بيات يلتوي عليه كالقنفذ البري و جعة البيرة المنعزلة كالغريب في الركن المعتم بالمشرب الليلي . بيات كالأقلية الغجرية  في المانيا التي لم تبخل بخصوصية الآماد التي لم تنال من  تنكيل حقبة النازي الأخير فلم يعد يضيرها ان  تعمد  ان تحافظ على تنوع عادتها وتقاليدها المتوارثة عبر الحقب و الأجيال المتوارثة  رغم محاولات تهجينها ومسخ هويتها الفريدة . بيات لم يذعن لنديف البرودة  القارسة خلف أفاريز نافذة الشتاء والبحيرات المتجمدة والغابة السوداء ومحاولة التزحلق على جليد عواطف البلغارية المتبلدة والتحايل على طقس التزاوج والخصوبة الممحون بما يستحق سقوط الأمطار في ديسمبر ووجود الغيوم والسحب بعيد منحدرات وتلال جبال الألب البافارية .  

***

ليس أفظع من جهل فاعل يمعن في ارتكاب الأخطاء عند مرايا البحيرة و تلميحات محابرة  البردي وأزهار الربيع المتفتحة على أصيص شرفة بيته الوديع في هابورغ. . ليس من شيء  سواها قد ينقص من تقاليد   العائلة والوجود المأساوي لطائر اللقالق زهرة البشنين لولا ما قد لا يستعيد الأعضاء وقوة الضمير وتقرح مخيلة تقصع الجسد المفتون بحمى البلغارية الممحونة .

*** 

لو أن ما لم يتخلص من صيرورة الأثر الوجودي جوهر بهما لا يزال يؤكدهما وزبائن المقهى الليلي في هامبورغ لتدابير لا تني تحرص على  حيازة لا تفك تغويهما بحداثة اليومي والغامض قبل عبور الألمانية إلى حركة تحرير المرأة و نهاية الحرب الباردة وانهيار المعسكر الاشتراكي وسقوط جدار برلين وسياق والعولمة المحموم  , لو ان مالم يسترعي فضول العالم المادي لم يظهر على غير استهلاكهما لتسويق ثقافة المنعزل لم ينشغل سواهما بتقديم الصادم  من مخالفة البديهي  اثر دبق الممرات الوعرة و الحشائش المنزورة لوقع حطوتهيما المبصرة التي تخذس حياء المدينة المحافظة .   

***   

لم يتنكر للملاحم التي تنخرط في مغافلة قطع الليل البهيم في القلعة المعلقة بالتلة البعيدة بلوغ الجندل الذي لم تصرع  بها بطولة المدينة المهاجرة عبر شاعرها القروي وجرح بالوردة الحجرية لم يندمل قرابة رحيل مر بين البلدان دون أن لا يظن ان من البلغارية ما قد لا يظل يتجدد من إحباطات ومشاعر كادت الحيلولة بين ولع الانطباعي وقسوة تجريد رعويات حماقات غزالته الجميلة .

___

يتبع 

______

يوليو 2021م 

حي المنصورة  - الخرطوم  

تعليقات

المشاركات الشائعة