ديوان : طربوش إبليس

طربوش إبليس 

 مصعب الرمادي  

طربوش إبليس


____________________________________

الكتاب طربوش إبليس
 
الكاتب : مصعب الرمادي
تاريخ الطبع : مارس  2021م
حقوق الطبع والتأليف محفوظة للمؤلف

____________________________

 أولاد الأبالسة
في الخرطوم القديمة، بين البنايات المحترقة والمقاهي الفارغة، يتجول أولاد الابالسة، عيونهم جافة، ضحكاتهم ثقيلة، كل خطوة تمسح أثر الثورة القديمة، كل همسة تعيد رسم الخراب، منذ الاستقلال وحتى الأيام الأخيرة، الزمان يلتف حول نفسه كحلزون يبلع الماضي والحاضر، والسياسة لعبة بلا قواعد، والعقد الاجتماعي يتساقط بين الأصابع كأوراق شجر متعفنة، وكل روح تبحث عن مكانها في فراغ بلا حدود.

في الجنينة القديمة، حيث الدروب تتشابك، يبتسم أولاد الأبالسة ابتسامة غريبة، غاية في السخرية والدهاء، يحركون الجماهير كما تتحرك الطيور في سماء الخرطوم، يزرعون التفاهة بدل الحكمة، البدعة بدل الأخلاق، كل قرار سياسي يرتكب السقوط الناعم، كل تصريح يختمه الضحك، والزمن الدائري يعيد المشهد ذاته، مرة بعد مرة، وكأن المدينة نفسها تتقنع بمظهر الانحلال.

في الأسواق الضيقة، بين الروائح المتعفنة والألوان الباهتة، يظهر أولاد الابالسة، يبيعون الأوهام، يبدعون في إغواء الناس، يجعلون الفضيلة كذبة، والخطيئة حقيقة، كل حوار يتحول إلى مهزلة، كل وعد يصبح تهكمًا، والزمن كالعنكبوت ينسج شبكته فوق كل حدث، الماضي يتآكل والحاضر ينهار، والمستقبل يضحك من فوق الأطلال.

في قاعات البرلمان المهجورة، يجلس أولاد الأبلسة، يراقبون الأمل وهو يموت بصمت، يكتبون نصوص التفاهة في الدفاتر الرسمية، يبتسمون للتاريخ كما يبتسم إبليس في السماء العليا، كل جلسة تنتهي بلا قرار، كل كلمة تخنق الحرية، والزمن الدائري يعود ليكرر المشهد ذاته، في ضحكة صاخبة بين الطاولات الخشبية المتصدعة، وحبر السياسة يسيل على الأرض كدموع لم تولد.

على ضفاف النيل، حيث المياه تتدفق بلا عودة، يقف أولاد الابلسة، يراقبون الشعب كما يراقب الجني فريسته، يحثونه على الطاعة للمظاهر بدل الحقيقة، على الكبرياء بدل الحكمة، كل خطوة تمرح في الظلال، كل كلمة مسمومة تحمل ابتسامة، والزمن يلتف حول الحدث كما يلتف الطربوش على رأس الشاعر، الماضي حاضر، الحاضر ماضٍ، والمستقبل يهمس بأن الفساد سيستمر إلى الأبد.

في الأزقة، بين الحجارة الملساء والمياه الراكدة، يضحك أولاد الأبالسة على الطغاة الصغار، على العسكريين الهائمين، على المليشيات العابثة، يجعلون الحرب لعبة صبيانية، جعلوا الخرطوم مسرحًا للانحلال، كل حركة في المدينة محكومة بالغواية، كل ضحكة تحمل تلميحًا للخطيئة، والزمن كالعين المراقبة يلتقط كل تفصيلة، كل سر، كل سقوط صغير كان كبيرًا في النهاية.

في المكاتب المغلقة، حيث القرارات تُختزل في أوراق صفراء، أولاد الابالسة يكتبون الأوامر، يحددون الصلاحيات، يفسدون الأخلاق، كل توقيع يقطع خيط العقد الاجتماعي، كل ختم يحمل ابتسامة مريرة، والزمن الدائري يجعل الماضي يسبق الحاضر، والحاضر يلاحق الماضي، والمستقبل يضحك على الجميع من الأعلى، كأن الخرطوم نفسها لعبة جبارة للعبث الأبدي.

في المدارس القديمة، حيث الكتب مغطاة بالغبار، أولاد الابلسة يزرعون التفاهة، يعلمون الكبرياء بدل الأخلاق، السخرية بدل الحكمة، يجعلون الأطفال يعيدون الأخطاء بلا وعي، كل درس هو محاكاة للانحلال، كل نكتة تدفن الفضيلة، والزمن الحلزوني يجعل كل جيل يكرر ما قبله، وكأن الزمن يبتسم بخبث لأولاد الابلسة ويبارك سقوط المدينة الواحدة تلو الأخرى.

في المساجد المهجورة، حيث الأصوات خافتة والصرخات نادرة، يقف أولاد الابلسة، يفسدون الروح كما يفسدون السياسة، يجعلون الصلاة مرآة للتهكم، والخطيئة تبدو عبادة، كل خطوة في الزقاق درس في الغواية، كل همسة تزرع الكبرياء، والزمن الدائري يجعل الماضي والحاضر متشابكين، كأن الخرطوم كلها طقس للانحلال والأبواق تغني للحماقة بدل العدالة.

على الأسطح المتهالكة، حيث الرياح تتلاعب بالدهاليز، أولاد الأبالسة يرقصون على أطلال الخرطوم، يرفعون الرايات البلاستيكية، كل حركة سخرية، كل نظرة تهكم، كل ضحكة تعليم مستمر للغواية، كل جيل يولد على مخلفات الجيل الذي قبله، والزمن الحلزوني يجعل كل انتكاسة بداية جديدة، وكل سقوط ينمو من جديد، كأن المدينة كلها حلقة من حلقات دوامة الشيطان.

في المقاهي الصغيرة، حيث الدخان يختلط بالهواء، أولاد الابالسة يبيعون الأخبار الكاذبة، يزرعون الشائعات بدل الحقيقة، يجعلون السياسة مسرحًا للتفاهة، والخيانة تتحول إلى فن، كل محادثة درس في السقوط، كل ابتسامة محكمة في الانحلال، والزمن الدائري يربط كل حدث بالحدث الذي قبله وبعده، كأن الخرطوم كلها رقعة شطرنج للغواية المستمرة.

في الطرقات المظلمة، بين السيارات المتوقفة والأنوار الخافتة، أولاد الابالسة يركضون، يلاحقون السلطة والفقر والخوف، يحولون كل صراخ إلى مهرجان، يجعلون الانحلال متعة عامة، كل خطوة تمثل درسًا في التفاهة، والزمن الحلزوني يجعل الماضي حاضرًا والمستقبل متقدمًا، كأن الخرطوم نفسها تتنفس فسادها، وكل نفس يلتقطه أولاد الابلسة بحبكة خبثاء.

في القرى المحيطة، حيث التراب يحفظ السر، أولاد الابلسة يزرعون الانقسام، يجعلون كل قبيلة تتآكل من الداخل، كل عقد اجتماعي ينهار ببطء، يجعلون الناس يصدقون الكذب ويكرهون الحقيقة، كل حكاية درس في الكبرياء، كل ضحكة سلاح في يدهم، والزمن الدائري يجعل كل سقوط مستمر، كل خطأ يعيد نفسه، وكل عقد ينكسر مرارًا بلا نهاية.

في الساحات العامة، حيث تجمع الحشود، أولاد الابالسة يظهرون كجنود الظل، يوجهون الجماهير، يحركون العواطف، يجعلون الاحتجاج تهكمًا، والانكسار ترفيهًا، كل حركة درس في الانحلال، كل ابتسامة خطة، والزمن الحلزوني يجعل الماضي يسبق الحاضر ويطارد المستقبل، كأن الخرطوم كلها مسرح للغواية المستمرة والأبديّة الملعونة.

في المكتبات المهجورة، حيث الأوراق تتساقط، أولاد الابلسة يكتبون النصوص الكاذبة، يجعلون التاريخ مرآة للخطيئة، كل كتاب درس في التفاهة، كل حروفه ترسم الخراب، والزمن الدائري يعيد القراءة نفسها مرارًا، كل حدث يلتف حول نفسه، كل جيل يكرر أخطاء سابقة، وكل سقوط يصبح قاعدة، وكل قاعدة تولد سقوطًا جديدًا بلا رحمة.

في المحاكم القديمة، حيث الجدران مغطاة بالغبار، أولاد الابالسة يحكمون الصمت، يجعلون القانون مسرحًا للانحلال، كل حكم درس في الغواية، كل قرار يقتل الأمل، والزمن الحلزوني يعيد المشهد ذاته، كل براءة تصبح جريمة، كل خطأ يصبح قاعدة، وكل سقوط سياسي وأخلاقي يتكرر بلا نهاية، كأن الخرطوم نفسها محكمة الشيطان.

على جسور المدينة، حيث النيل يتدفق بلا توقف، أولاد الابالسة يراقبون البشر كما يراقب الجني فريسته، يحثونهم على الكبرياء بدل التواضع، على الطاعة للمظاهر بدل الحقيقة، كل خطوة درس في الانحلال، كل ابتسامة تلميح للخطيئة، والزمن الدائري يجعل الماضي حاضرًا والحاضر ماضٍ، والمستقبل يضحك من فوق الجسر على الجميع، كأن الخرطوم كلها حلقة في دوامة مستمرة.

في المنازل القديمة، حيث الحيطان تتكلم، أولاد الأبالسة يدخلون كأشباح، يجعلون الأسر تعيش على الكذب، التعليم على التفاهة، الحب على الغواية، كل حياة درس في الانحلال، كل ضحكة محكمة صغيرة، والزمن الحلزوني يجعل كل لحظة ماضٍ وحاضر ومستقبل في نفس الوقت، كأن الخرطوم كلها كتاب مفتوح لأبناء الشيطان، وكل صفحة تحمل لغزًا جديدًا.

في كل زاوية، كل شارع، كل سوق، كل حديقة، كل قاعة، كل مقهى، كل نهر، يظهر أولاد الابلسة كجنود الظلال، يزرعون التفاهة، يكرسون الكبرياء، يجعلون الخرطوم مرآة للغواية المستمرة، الزمن الدائري والحلزوني يربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وكل سقوط سياسي وأخلاقي يصبح درسًا جديدًا، وكل درس يولد سقوطًا جديدًا، وكل نهاية تولد بداية، كأن الخرطوم كلها مسرح أبدي لأولاد الابلسة.
 
طربوشٌ من خان الخليلي
I
طرابيشٌ حمراء تتراقص في أزقة خان الخليلي، ألوانها تتلوّن بمرارة الفتنة والغواية، صدى الباشا العثماني السابق يتردد في الحجارة المكسوة بالغبار، والشارع يموج بأوهام التاريخ، كل قبعة شاهدة على الكبرياء والتمرد، وكل خيط من خيوطها يهمس بأسرار الجني الذي ظل يختبئ في الظل، خمسة ظلال متخفية بين الأزقة، كل واحد منهم حامل لمهمة سرية: أحدهم يزرع الغرور في العقول، يفتل الطمع في النفوس، يفتح أبواب الخيانة بهدوء قاتل، والآخر ينسج الشكوك كشبكة عنكبوتية فوق قلوب البشر، الثالث يعلّم الكذب باسم الحكمة، الرابع يزرع التفاهة بدل الفضيلة، والخامس يرقص على أطلال الماضي والحاضر، والزمن الحلزوني يطوي الأحداث كطية في كتاب قديم، كل درس يتحول إلى نكتة سوداء، كل حكاية إلى مرآة للسقوط، والمدينة كلها دائرة مستمرة من الانحلال، من خان الخليلي إلى أروقة السلطة العثمانية القديمة، ومن أسرار الجنينة إلى ضفاف النيل الصامتة.
II
الخطوات تتقاطع، الحجارة تلمع برماد المدينة القديمة، واحد من الظلال الخمسة يزرع الكراهية بين الأصدقاء، يجعل كل كلمة حب تتحول إلى شك، كل وعد يتحول إلى مهزلة، الزمان الدائري يربط الماضي بالحاضر، المستقبل يحاكي الماضي، الشارع كله مسرح للغواية، كل قبعة طربوش شاهدة على الانحلال، الجني يضحك في السماء، والخرطوم والجنينة والقضارف تتشابك في دوامة مستمرة.

III
الأسواق تصرخ بالسخرية المريرة، الثاني من الظلال الخمسة يشوه الحقائق، يبدد الثقة بين البشر، كل نصيحة تتحول إلى وهم، كل قانون يبدو ككذبة، الزمن الحلزوني يجعل كل درس يسبق نفسه، كل سقوط يولد ضحكة جديدة، كل ضحكة تولد عقدة جديدة، الشاعر يمشي بين الطرابيش، يلمس الكبرياء المضلل، المدينة كلها قاعة محكمة للغواية المفتوحة، وكل قبعة شاهدة على الانحلال الأخلاقي والسياسي.

IV
في المقاهي، الأصوات تتشابك مع صدى المآذن، الثالث من الظلال الخمسة يزرع الشهوة الناعمة، يجعل كل رغبة تبدو طبيعية، كل لذة مخفية تصبح مأساة، الشارع كله لوحة من الفساد، كل خطوة درس في الكبرياء المضلل، الزمن الدائري يجعل الماضي حاضر والمستقبل ماضٍ، كل درس يتحول إلى نكتة سوداء، المدينة كلها حلزونية، والطربوش شاهدة على كل حركة، الجني يهمس بالبدعة الناعمة في آذان البشر.

V
الطرابيش تتمايل، والجو مشحون بالغواية، الرابع من الظلال الخمسة يحرف الكلمات، يجعل كل نقاش سياسي يبدو كوميديا سوداء، كل جدل يتحول إلى كذبة، الزمن الحلزوني يربط الماضي بالحاضر والمستقبل، كل درس أخلاقي يولد ضحكة، كل ضحكة تولد عقدة، الشاعر يكتب الخرطوم والقضارف، كل قبعة شاهدة على الكبرياء، السوق كله مسرح للانحلال المفتوح، المدينة كلها دوامة مستمرة، والجني يراقب كل خطوة.

VI
في الأزقة، القهوة والبخور تملأ الجو، الخامس من الظلال الخمسة يزرع الغرور الطفولي، يجعل كل إنسان يظن أنه أكبر من القانون، كل قلب يميل للتمرد، الزمن الحلزوني يجعل الماضي حاضر والمستقبل ماضٍ، كل درس يتحول إلى سخرية، كل ضحكة درس، كل قبعة طربوش شاهدة على الانحلال السياسي، المدينة كلها مسرح للفوضى، الجني يبتسم، والخرطوم والجنينة والقضارف تتشابك في حلزون لا ينتهي.

VII
الشوارع المبتلة بعد المطر تعكس وجوه البشر، الظلال الخمسة تتحرك في أركان السوق، أحدهم يغوي بالعقل، والآخر يشوه الثقة، والثالث يشعل الرغبات، والرابع يحرف الكلمات، والخامس يغرس الغرور، كل مهمة تسبق الأخرى في دائرة الزمن، كل درس يولد ضحكة، كل ضحكة تولد عقدة جديدة، كل قبعة شاهدة على الكبرياء والغواية، المدينة كلها حلزونية، الزمن يبتلع كل الأحداث، الطرابيش شاهدة على الانحلال الأخلاقي والسياسي.

VIII
في المقاهي الليلية، الموسيقى تصرخ، كل ظل من الخمسة يهمس بخفايا السوق، يحول كل كلمة إلى سخرية، كل حركة إلى درس في الغواية، الزمن الدائري يربط الماضي بالمستقبل، كل درس يسبق نفسه، كل سقوط يولد ضحكة جديدة، كل ضحكة تولد عقدة، المدينة كلها مسرح للفساد، الطرابيش شاهدة على الكبرياء والتمرد، الجني يضحك في الظل، الخرطوم والقضارف والقاهرة القديمة متشابكة في دوامة مستمرة.

IX
في الأسواق، كل سلعة وجه، كل وجه قصة، كل قصة درس، كل درس درس آخر، الظلال الخمسة يزرعون الكبرياء والغواية في كل زاوية، كل قبعة شاهدة على الانحلال، الزمن الحلزوني يجعل الماضي حاضر والمستقبل ماضٍ، كل ضحكة نكتة، كل نكتة عقدة، المدينة كلها متشابكة في دائرة السقوط، الطرابيش شاهدة على كل درس أخلاقي وسياسي، الجني يراقب كل حركة، الخرطوم والجنينة والقضارف حلقة في دوامة واحدة.

X
الأصوات تتقاطع مع صدى المآذن، كل كلمة حكمة مهزلة، كل قانون وهم، الظلال الخمسة يتحركون خلف الستار، يزرعون الكبرياء والتمرد، الرغبة والغرور، كل درس يتحول إلى سخرية، الزمن الحلزوني يربط الماضي بالحاضر والمستقبل، كل سقوط يولد ضحكة جديدة، كل ضحكة عقدة جديدة، المدينة كلها مسرح للفوضى، الطرابيش شاهدة على الانحلال المفتوح، الشارع كله مرآة للغواية.

XI
في الليل، أضواء الشوارع تتلألأ، كل ظل من الخمسة يهمس بخفايا السوق، كل درس سياسي يتحول إلى نكتة سوداء، كل ضحكة تولد عقدة، الزمن الدائري يجعل الماضي حاضر والمستقبل ماضٍ، كل درس يولد ضحكة جديدة، كل ضحكة درس، كل قبعة شاهدة على الكبرياء والغواية، المدينة كلها حلزونية، الطرابيش شاهدة على الانحلال الأخلاقي والسياسي، الجني يبتسم، الخرطوم والقضارف والقاهرة القديمة دوامة مستمرة.

XII
الشوارع المبتلة بعد المطر، الأصوات تتشابك، الظلال الخمسة يزرعون الكبرياء والغواية، كل درس يتحول إلى سخرية، كل ضحكة تولد عقدة جديدة، كل درس يسبق نفسه، كل سقوط يولد درسًا آخر، المدينة كلها متشابكة في دائرة السقوط، الطرابيش شاهدة على الانحلال السياسي والأخلاقي، الجني يهمس في الظل، الماضي حاضر والمستقبل ماضٍ، الخرطوم والجنينة والقضارف كلها حلزون مستمر.

XIII
الطرابيش تتمايل، كل قبعة تحوي حلقة من التاريخ المشوه، الظلال الخمسة يغزون السوق، يغوون العقول، يشوهون الثقة، يشعلون الرغبات، يحرفون الكلمات، يغرسون الغرور، كل مهمة تسبق الأخرى، الزمن الحلزوني يجعل الماضي حاضر والمستقبل ماضٍ، كل درس يولد ضحكة، كل ضحكة عقدة جديدة، المدينة كلها مسرح للغواية، الطرابيش شاهدة على الكبرياء والانحلال، الجني يبتسم في الظل، الخرطوم والقضارف والقاهرة متشابكة.

XIV
المقاهي الليلية تصرخ، الأصوات تتشابك، الظلال الخمسة يحركون كل شيء في السوق، الماضي والحاضر والمستقبل امتزجوا في حلزون واحد، كل درس أخلاقي يتحول إلى نكتة، كل نكتة تولد عقدة، كل قبعة شاهدة على الكبرياء والغواية، المدينة كلها دوامة مستمرة، الطرابيش شاهدة على الانحلال السياسي والأخلاقي، الجني يراقب، الخرطوم والقضارف والقاهرة القديمة متشابكة، الزمن الحلزوني يبتلع كل الأحداث، كل ضحكة درس، كل درس ضحكة.

XV
في النهاية، الطربوش الأحمر يلمع فوق رأس الشاعر، الظلال الخمسة تبتسم، كل درس يتحول إلى ضحكة سوداء، كل ضحكة تولد عقدة جديدة، كل عقدة تفتح أبواب الغواية، الزمن الحلزوني يدور، الماضي حاضر والمستقبل ماضٍ، كل سقوط يولد درسًا جديدًا، المدينة كلها مسرح للغواية، الطرابيش شاهدة على الكبرياء والغواية، السوق كله قاعة محكمة مفتوحة بلا نهاية، الدائرة الزمنية تكتمل بلا توقف، الجني يهمس في الظل.  

________________

يتبع
____________
 
مارس 2021م
حي الناظر - القضارف  

 

تعليقات

المشاركات الشائعة