ديوان : بالذي يحب اليونان

بالذي يُحِبُ اليُونان

مصعب الرمادي 

بالذي يُحِبُ اليُونان

_______________________
 
الكاتب : مصعب الرمادي

الكتاب :  بالذي يحُبُ اليُونان  

 تاريخ الطبع : ديسمبر 2019م
حقوق الطبع والتأليف محفوظة للمؤلف

 _______________________________

 

I

عند مفترقِ الطُرق الجبلية الوعرةِ بين القارتين كادت اليونانية أن تترك الأمور لتقدير سجيتها المحضة . كادت ما لم تُكمل به كل الذي لم يتبقى من سهرة  البحار الأكثر  زرقةً و جيشاناً قبل لوعةٍ توَّجس منها الملاحون لجراءة بالشواطئ الغامقة لم تتلف كل ما بالكأس  دون ان ينفد بعض ممالم يغيب بموطن الأسرار من حضور النُدامى في سكرةِ تشوتها الكاملة . لم يكن لجنوب شرق أوروبا  ثمالةٍ كتلك ، كما  لم يعهد اليها بعدها من البر النائي غير من لم  يجترح  بها  وعويل  الريح  التي لم تتوخي بها النواطير بسالات الضاري من طقوس الخرافة الشعبية في قتال قوى الخير و الشر.

 

II

من هستيريا المُضحك الشهوة التي لا تحكم تكريس تناقض الأضداد . كذلك فمن كفالة عهدة اللازم حفيف شجرة الزيتون المعمرة ودخان التبع الذي لم يدلها قبل وصول قطار الليل الى أثينا قبل ان تتوقع بها المدن الساحلية زعيق البواخر التي لا ترسو الآن عند سواحل " باريوس" و " هيراكليون" و " باتراس " .

... ..


بعد معتركٍ من المُحايثة و المناورة لم تترَّبص الآفاق اللانهائية  لطوالعِ الأنواء التي لا تصل أرواح الأسلاف بمعازف الجنيات السحرية في أساطير الأولين  .قبل ما لم يدرك الزمان عبر حقيقة الممكن كادت سلطنة المكان النيل منن سكنى مهاجر النذور بمعبد الإلهة  قبل ترابط المعاني الكونية التي قد تعرب عن الأولمب كما لا تدعوها و الأمكنة الى غواية وتشويق الميثولوجيا اليونانية القديمة .

 

III

كما لا تقول الرواية : -لم تخظى سالونيك مثل دلفي بسطوة الذكرى وشغف استعادة عجلة الزمن الهيلني لولا عصور من  الزهو و الرغد أوشكت أكرة الريح و الأبهة الاثيني الباذخة . كذلك لم تنقطع وما لم يكف عن تحقق الموصل من معراج المستوحى كما  لم يكن في جنوب شرق أوروبا بغير ما لم تقوله الرواية عن شمول النظرة وبصيرة التأمل الشاهق .

 

IV

شاملٌ بتنوعه لا تتناوله حذلقة السفسطائي خلا من لم يركن الى مخدع الظلال الداكنة التي خلفها لا تواري أطناب حواشي المتن الأفلاطوني كل درك ٍلا يغلو وضلوع العين على ترفع الحاجب  . كاملٌ التوصيف حتى لكأنهما لا يسكنان الى جانب دون ما لم يعد يتحاشى  بهما  أشراك كما لم تعترف بها الفلسفة الغربية و ما لم يعد بها كل الذي لا يجدي مباحث المنطق والبلاغة و علمي الجمال والوجود و فتوحات الميتافيزيقيا الكبرى .

... ..

نتائجٌ لا تفحص سريرة الجماد او عزوة لا تركن  بها لغير دوافع تبرير السلالة كالذي عنها قد لا يتمادى شغف العاشق في غواية  محبة اليوناني الموشك على مناقشة مسائل التفلسف بمباهج المعاصرة عبر  معضلات الوقائع التي لا يعزوه سوى قطائع المنفلت من تأبير جذوع الراسخ .

 

V

وليس في الثقافة اليونانية من لا يحرض على فضل الحين دون برهة ما لا يعقب كفاية تولهات المتأمل  ، كالذي عبرهما لا يكمن و المختلس لغير ما لم يسيق العزل والطريق الضرير صوب كفاية حوائج المتنكب على اثر ابتذال نكاية سرمدية الأزلي.

 

VI

المتطور لا بفكر بمنطق السياسي كذلك لا يجعل الفلسفة السياسية تشغلها عبر افتراضها المحض كونها الأبقى على تعريف حداثة المفاهيم الجديدة ، غير أنها قد لا تراجع مصادر الحلول والإقامة الجبرية لمنتهى تصور النظرية المعرفية التي لا تحضها جزالة العبارات المنمقة وما لم يقيم بها خارج تناص المتن المتمرد عن توصيف عراءات بداوة الفطري .

... ..

ضد بلاغة قوانين الجاهلية . في السمت المعلى ضد ما قد لا تعيره الاتجاهات المصنوعة غير مناصرة الذوق العام واستعارة المجاز المرسل صوب ما قد لا يستوفي ضراوة الصراع المحتمل في شرقي المتوسط . ضد ما لا يبقى من اثر دربة اليوناني وغيرة أعنة العربة قبل سياسة المروض وتواتر العرضي من تنقيص فسحة الأمل والفرصة الأخيرة . 

 

VII

مرتفع الدخل لا تتردى به المعيشة لولا أوضاع السؤال على مزعة قيامة الشحاذ ، هنا بالهزيع الأخير لولا ليل الاثينية  التي كادت عبرها -الأوطار ان تقضي كفاية ما لا ينقص لواعج المسافر إلى جزيرة البلقان  في غرب الأناضول  كما لم تدحض الفرية كوامن الرغبة في صياغة ميتافيزيقيا حصار الزنبقة السوداء .

 

VIII

لم يدر بخلد هوميروس غير منازلة وحوش الملاحم التي لم تترجمها ثقل الأغلال في زنازين الطغاة والجلادين والأباطرة  ،كما لم يعد للإلياذة او الأوديسة  ما لا يدع مجالاً  لارتياب السريرة لفحوى سريرة المعاظلات قبل دنو الوشيك من إكمال هياكل سطوة  الممكن . كذلك لم يظهر على جلية التمحيص غير حيلولة اللازم اثر ملازمة الظل لحلول الزائل قبل تكدير المشرب الأثيني لنزهة المنذور لتوسط مجالسة الخيرين .

... ..

هاهو كالأريب النحرير لا يخلو من وفاض لن تغويه المظاهر بضالة مسائلة المبادئ التي  قد لا يجتر  بها إجتراح تأملات المفكرين  لغير  الإلوهية في جدل الحضور والغياب  دون منهاج محجة المسلمات الرئيسة في تفنيد دعاوي المستمر من وقائع شطح البدائية .

 

IX

الروح ُلا ترقي لمعارجٍ  قد لا تدنو لملكوت الحضرة الصوفية مثلما لا تمعن بالحب في اليونان على استنتاج صورة المرايا المنعكسة بسطح البحيرة كالتي بها لا تدعوها النرجسية لتعاليم الأفكار المتضادة على غرار تنافر الأقطاب التي لا تكف عن تقبل التناقض والتعدد المبذول لصالح الأغلبية المستهلكة لطابع التقديس في رؤية الملتبس ما بين السطور .

 

X

المعتقدات في اليونان الجديدة  قد لا تدين لحجر متكلس بحيازة التراشق قبل ما لا يسقط اعتبار  او لمحبارة القرطاسية في إيوان السماء التي تهرع بلا عمد لتلاقي مرافعات الموجهات الساخنة  بين  التي   تتقدم بالاعزار التي لا تغطي عورة المنعرج من سياسة الخارج بالداخل الذي لم يهزم الاشتراكية بما لا يقل أو يزيد من حكومة جنوب البلقان و"حلف الناتو ".

... ..

بينما لا يعيد النظرة من تكلفٍ المقلد لأجل تأصيل جذور المتداعي لا يمكن إنكار الغليظ من توعد خشونة المشاكسة  . بينما  بالأغوار توحش المكدر  لمحض ما لا ينتقص لا تكاد حظوة الممكن ان توغل في الأذى المتلف لمحاولات العدول عن مرتأى  المتمادي  من انتهاك سليقة محبة اليوناني .

 

XI

لو ان من التقاليد ما لا  يمنع من تقصي كل لا يحجب الهواء عن جهود إرادة المتفوق لصار كل ما لم يؤخذ من اعتبار الماء لغير ضرورة  الذي لا تلح بها كماليات العناصر بواسطة اللجوء إلى تفسيرات لا تطيل نزعة استرداد التراب لحنين العودة إلى الأصل ، و لكادت بها حذافير المدقق  بكل من لم تعالج به رتق ثقبها الأسود قبل المتدارك من حذلقات التنضيد لجدل كلاسيكيات الفكر اليوناني بكل طريفٍ و تالدٍ لا يؤخر أو يقدم شيء . لو أنْ من  تقويم اللامرئي ما لم تشملها معاير الصرامة المتزمت لطالها  المستدل من توخي ميوعة الدبق والهش والرجراج  من طقوسٍ بالحب والكراهية  لا يحرضها المستلهم  من مخيلة السريالي نحو ما لا يمكن  بها محاصرة تفكك الكينونة و معايرة المدى المتربص بقطائع الدلالة والمعنى .

 

XII

هذا الهراء لا يغدو أن يبطشَ بكمون ذاكرة المتوقعِ  . وذاك الافتراض من تلك المعضلات التي لا ينتقل إلا عبرهما لدوافع قد لا ترقي لمعاودة إحداثيات العين الثالثة  . هكذا وسجال المتناقضات التي قد تنتقد بها  الكرة الخسارة من كبوة الصهيل و غرة النقع لإثارة المستشرق قبل تخوم الوصول إلى مشارف الأثينية . هذه الحرائق التي في اليد قد لا تروم وعورتها المسالك التي قد لا تنكبت سوى  الطيران بها على عجلة من جناح موجز الأخبار .

... ..

بعض لبعضٍ قد لا يشيح بوجهه الآخر  والأحادية عليهما  قد لا تغدو غير تلقينها الساخن لدرس المسابقة الكونية في جبل الأولمب كونها مهد الحضارة الإنسانية ، كونها لغير النرد المبدد في الطاولة الخضراء و تلاطم أمواج شرقي المتوسط لا  قبل ساعة من تدارك خطر شرها المستطير .

 

XIII

من الأبيض المتوسط حتى تخوم نهر السند جحافل الغزاة اليونانيين لا تكل من ترويض مناطق بعيدة من أصقاع العالم القديم . على عشب الخارطة المنبسطة على على سواحل بحر ايجة لم يقبل الديمقراطي غير ما لا  تفرضه  سطوتهم على برلمان الرماد دون الذي عليه لا يغدو سوى للانتظار المدل على عمق نكاية التراجيدي في مسرح بالعبث لم  يدع بها القناع تابوهات القداسة الكاملة لهوية الهيمنة الفكرية لنطاق من منطقة اليورو .

 

XIV

هيلاس اليونانية لا تنسى  حكومة حرب الاستقلال والذي عليها  لم يفرط  الفوق  في هاجس لم يحجب الحائل من ظلال الهائل من عين المتبصر  . كالرواية غير المنقوصة لم تعقب الهدنة غير من لم يبحث عن الذي به لم يعثر عليه فوق الطاولة بالمقهى الشعبي بأثينا قبل الذي  من لم  يمعن في تفنيد دعاوي المتشكك في قدرة الأساطير على نشر ألأساطيل البحرية المدججة بالمدافع والبارود .

... ..

سطوة التاج لا تسع مستشارة الدستور بالقدر الذي به لا يجحف المنتقص من نفوذ الثورة وهزيمتها الساحقة . سطوة لم تؤكدها الإمارة الملكية قبل التاج الذي لم يخلع الملك اليوناني على تشريع القواعد العسكرية التي لم تكف عن الدخول في الحرب مع الحلفاء بعد ويلات الحرب العالمية الأولى والثانية .

 

XV

لم يواكب المتصدع  تأيد الجمهورية الجديدة دون معارضتها ، كما لم يتراجع من ضالة سوى عثورها على اليوناني قبل ردحٍ من ملازمة حكم المستبد . هناك على مقربة من مواكبة المستجد كاد من لم يسكن قبل إندحار المهزوم لمقاومة الحركات السرية دون سقف لا يني يتعهد العالم بالنظرة المؤسسة لعراقة سلطنة الحكمة اليونانية .

 

 XVI

لا يمسك المنحنى عن غدر الخنجر . لحين لا يكتنفه  سوى الغموض كاد ما لم يمكن الوثوق من خلالها الا لتذليل عثرةِ الطريق . في أثينا الأخيرة عند المدرج الرابع  كاد الفيلسوف ان يغضي على التأمل ليخرج بمعظلات الجبرية والاختيار . هكذا لمحض ما لم يكن الا عبر تجاوز المنحنى من تقاطع الدوائر والخطوط الساخنة طفق الخنجر يزهو بمخالب طعنتها الغادرة قبل هنيهة من خشونة الإمتاع الفلسفي المجرد.  

... ..

بينما لا يكتسب بالمعرفة سوى المرتزق بالقصيدة التي قد لا تدعوها بالوطن أو تحرضها تماثيل الفلاسفة في الحدائق العامة على الخروج عن وحشة المنفى لكيلا  يحل بشطح الذاكرة المحتشدة الظلام المدلهم بنصوص الفخاخ المنصوبة لحضرة الأثيني الخامل الذكر إلاَّ من جبروت أنوثة الوردة الحمراء.

 

XVII

الكتلة  قد لا تناسب مع الإزاحة مثل ختل الأبيض ومكر الأسود . دون من لا تعمل العجلة قد تقيدها قاعدة المستثنى لولا عدم لا يمكن به الوثوق فيه .كذلك عبرهما قد لا يمر الخيط من ثقب إبرة الرفو كما قد لا يمسك بذيل القطة ولوزة  القطن بأصقاع رتاج نوافذ الترميز الموصدة : الكتلة التي قد لا تكمن بالرابض لحين ما قد لا تنازل المتفكر بها لأجل مقاربات كينونة الثاوي .

 

XVIII

لم يزعج النضج غير احمرار الثمار بجنة الشوك . لم يظهر تحت السرة  غير عصمة الشفاهي من تطبيق النظري . هكذا لم تستلزم  بها السطوة غير ما لم يقتصد وما  لا يعني دلالات المعضل ، كما لم يغوي الفاحش بعض مما لم يرَّوعها و تتبادل المدائح او الشتائم  في الوقت المتبقي من انصراف الليل الى خيط الشمعة الناحل.

... ..

ما أشهي وجوم الكأس والنديم و منديل العاشقة عند المقهي  الصباحي  . ما أقسى  المتخيل من تفلسف الإسفلت  كما لا يتركها لغير  أشجار النيون التي لم تخلب الأنظار بقدر ما لا يمكن بها توخي الطريقة الأخرى لحل المسألة دون تعديها على لا يخل بدورة التحليق و لذة النص عبر وحدته العضوية .

 

 

XIX

قبل إقلاع الطائرة قالت جارتي الأثينية  : أجمل غانية من أوروبا هي بلادي . غير أن الرحلة القصيرة كادت أن لا تحرض الجمال  على مخاطرة تقدير متون الشرح ومقاربات المتكرر ، غير أن البهار لم يتوسل بعصير الليمون  وروائح المطبخ اليوناني التي تفوح قبل انقضاء العطلة الرسمية التي لم تجعل الموسيقي الخافتة تكف على أن لا تفسح  الطريق لكرنفال النبيذ في " سالونيك " قيل موعد خاطف لم يدرك الغريب في أثينا وهي تهم بوداعه الأخير على عجل ٍعند قاعة المغادرة بالمطار .

 

_

سبتمبر 2020م

السفارة اليونانية - الخرطوم  

________

يتبع فيما بعد

تعليقات

المشاركات الشائعة