ديوان : هذا هو اللبنانيِّ

هذا هو اللبناني
مصعب الرمادي

هذا هو اللبناني

____________________

الكتاب : هذا هو اللبناني

الكاتب : مصعب الرمادي

تاريخ الطبع : مايو 2020 م

حقوق الطبع والتأليف محفوظة للمؤلف

________________________

*إلى المغنية اللبنانية / نانسي عجرم

____________

(..أهٍ يا عشاق بيروت القدمى

هل وجدتم بعد بيروت البديلا

 إن كوناً ليس "لبنـان" فيهم

سوف يبقى عدماً أو مستحيلاً ..)

                            نزار قباني

__

 غير ان الهوائيِّ قد لا يجدر به لولا مكاتبات بريد بيروت . غير انها لولا الشائعات قد لا تتبعها لبريق الشهرة كما قد لا يسبقهما بعدهما العذل و القاطع من توقيت سهرة المجون . غير انهم قد لا يمعنون في تكريس متعة التدقيق كما لا توغل أعياد الربيع في تمرد الأغلبية من طلب الجمهور .

 

عن قطائع المُضللِ نزقُ الثورة التي بمضمار مصطبةِ التتويج . كأنها كان يقول : "إن من اكليلها رفيف جناحي الفراشة الملكية و تاج حديقة الزنابق السوداء و صولجان عرش الإمارة ".كأنها صارت تقول : "إن من مواثيق الهائل مسابقة المخبر و مظاهر دعة الرفاهية قبل توازن سطوة الدستور  وملكية مرقص سقوف البيت الواحد" .

 

لا يميزني عن مبادرة الفرد تفضيلها  لبرلمان العتبة و تويحات دم الشهيد كمن لا يعبرها لحرية الرأي والمعتقد و إستقرار النظام كأنما ليس من عدالة الشرائع السماوية في لبنان المساواة في الحقوق والواجبات والعيش المشترك او كأنها لن تستطيع مجادلة منطق الملتوي بمفاسد الانتهازية و الطائفية عبر مشاريع استعمارية وتسويات مجحفة ومواطنة لا تحرضها روح الحياة في الاغاني لتصحيح الخلل  .

 

ربما للبنانية القوية في خفر لا يحجبُ ضوء القمر عن طلعة  المليحة ، أو ربما عن وقت لم يزل في عهدة المتبَّصر دون مرايا الذات التي لم تدرك كنهها فيه  قبل ما لم يعهد الى تدارك الذي لا يتخطاها الى أبهة كمال الحضور في تناهي الغياب .

 

لم يعد من "سهيلة "ادراج خيبة القروي كما لم يُستثنى من تبرم الأبقى إلاًّ ذكراها الودودة من أنس المسامرة . لم تعد الى ما لا يجدي  تفوق الرعويات لولا تولهها و فطرة المتداعي بما لم تبلغ به مقصد الاغاني المفضلة حينٌ لا يلمسها الارق من نمنمة تنورة البيدر الممرع  في خضرة مزامير الينابيع .

 

الرائي لأرزة الرَّب قد لا يقصدها وشجرة العصافير لولا تعريشة فوهة القناص . لولا من قد لا يسكن حيازة التابع اثر حيلولة المتحول ،و لولاهم دون من  لم يتنازل عن بعض ما لا يوشك به الأوج بواكير الربيع فيحنث من مواثيق مفاوضات المتنصل غلظة المتبرم .

 

لم تقل لمغزل الحرير أو بكرة الخيط ما لم يدع خمارة لحال سبيل الزقاق . المتأريج كذلك بين شد وجذب لم يتدارك المسيحية البيضاء دون جناح الملاك الذي يتأنى قبل مغادرة رهبانية الديار . كما لم تكن للبنانية غير ما لم نعتقد في التعايش السلمي بديلا لكوابيس الحرب و المتبقي من ثمالة الكأس اثر منادمة خلوة الشرعية بها .

 

ليس غير الطريق الى بيروت و المؤدى من تقانة السلاسة ومتعة  التشويق .ليس غير الحصار لجيل لم يعهد الى برهة قد لا تقل بما لم يوجز الجيل الذي لا يحُاكم جراء مضارعة المنبت عن تواريخ ديانة معاصرة المدين .  

 

حينما لم يعد بالبرتقالة سوى أريج المشتجر بحفيف الهامة الكثة كادت الرشفة الاخيرة ان تغضي بالكوب على كورنيش عصير الغسق . وقبل الوقت في الوقت  والكسب  الذي لم يتلاحق و أنفاس الساجية بدجى المهالك كادت عتمة المغاوير ان تحجب التو من رماد المستقبل حين لم يعد غير حنان " ريموندا " و حزر " نبيل عجرم" ,  من البوم صورة عائلة النجمة اللبنانية السعيدة .

 

المغنية الطروبة تسكر اللحن وتشغل حيازة سهرجة الرغبة المحتدمة . الشهوات التي لا يضل انتظارها عودة المياه الى مجارياها دون ما لم يكن عير صخب البوب والراب العربي مترجما الى عجمة المتلقي قيل ذاكرة تجهد العين وتزكم عطارة الانوفة و تشَّنف اذان سامعيها .

 

المواطنة اللبنانية نانسي عجرم  تجد من استحسان الجمهور لأغانيها الذائعة الصيت حافزا لتقديم الأفضل.  و ما لا يليق بمواطنة لبنانية  غير نانسي عجرم كل  الذي لا لم يترك الجمهور قبل ان تستعيد به الامل في مواجهة الالم بالمتداوي بذات مرارة جرعتي الداء والدواء .

 

وجدانٌ لا يجمع او يفرق بينهما الموت كما لا يأوى الى شاهق الجرح الا لمضجعها الوصيد مع رفقة " ايلا " و " ميلا " و" وليا " . طريق في المكان بالمكان لا تعوزه الحيل البارعة في الكتاب المقدس دون سور العيادة والوردة البلاستكية التي لا تنبض بما ليس من مطبخ الدندنات وغرفة المعيشة عبر وجدان لا يمل  شحذ همم  الدكتور " فادي الهاشم " قبل ان  يقهر الصعب و تسترخي اعاصير الجامح . 

 

الموسيقى في لبنان تحصد جوازها العالمية . بها ليوم تلو الاخر قد ينال من بطش الاشد نخوة ما قد لا يلحق بالتالد من ربقة اغلال الهوة السحيقة . او ربما دون ما لم يغدو من تبصر الاغاني المصورة " كما لم يستفتى في الرضوخ والرفض ما قد لا ينجم من تلقائية سليقة الريفي بضواحي بيروت قبل إنبهام الاضواء الباهرة الى عتمة حاجب سطوة الأميري.

 

يميل الى الرومانتيكية المفككة منعطفٌ بالخنجر المنغرس في عتمة القبو  لا يكاد بها ان يدحض  جريمة الراوي . لم يقل بهم من مقاضاة محكمة الاحوال الشخصية قبل ما لم يتَّبلد من عواطف المحظورات ودون ما لم تحلها الحبائل  التي قد لا تمسك عن تقصع خاصرة القوارير في غواية المستبد في تمادي اثارة المرقص الخليع.  كما لا يميل به الى التابوه  ما لا يخدش خفارة الحيوي او يتجرأ على ما لا يطرأ على فكرة النشوء والتطور  من سريرة برد المفاصل وسرير اظافر الذئبة وكتاب الظنون .

 

الازل كامنٌ في جذوة النَّار . النَّارُ التي تقدحُ حجر الدخان على وقع التواء كاحل الليطاني . الكاهل الذي بالنرد لا ينوء من الازل عن جذوة بالنار لا تلمس مكمن مبكى حوائط المتصدع  عند رواليت رهانات  الخسارة والربح بملهي الاشرفية الليلي .

 

 لا يجمل بالفضل غير ما لم يشغلهما و الجبهة بها دون تناقل اخبار نزاعها الدامي اثر متاريس ترابية لم تمنع رسائل الحب عن تلافي اقرب نقطة على الخريطة قبل كوابيس بيروت الخانقة .  قبل المزعج من دراسة المتفرغ لخدمة فن الصوت والموسيقي  لكيلا تفسد مودة الرأي تموج الطبقات  المتواترة على انقطاع الوحي المنزل من علياء لوعة الشوق والحنين .

 

مواسم التطريب لم تنزح بعيدا عن ريادة المغنى للدرجة  التي ربما لا يضيق عن شرحها تألق الموهبة المصقولة من فرط  مباغتة حبيبات الندى بالحديقة الخلفية لبرنامجي " عرب آيدل " و " ذا فويس كديس ". مواسم ٌ من التزامٍ ومثابرةٍ  تنصرُ إلتزامهم ومثابرتها بما لا يهاجر كالجنوبيِّ اللبناني إليه او يتركه بما لا تندك عليه كل سنة تصاوير قلاع الباغي اثر ملتيميديا تواقيع تأدية الأغنية المثالية .

 

البحارة الذين كانوا فوق عباب الابيض المتوسط يعبرون المضائق قبالة السفن الحربية الغارقة في لجة معارك الفينيقي الاخير كانوا لردح من توقيت المنصرم لا ينصرفون الى تبادل زيارات الموتى لمقابر العائلة الملكية قبل نهاية الانتداب الفرنسي عن الجمهورية اللبنانية . كانت الملاحة والتجارة مهنتهم في قديم الاثر المتناقل عن أسفار و ومغامرات و غزوات المصريين القدماء و الآشوريين و الفرس و الإغريق  و الرومان و الروم البيزنطيين و العرب و الصليبيين و الاتراك العثمانين ... الخ  كما كانت جبال لبنان العتيدة  المكللة بالثلوج و نديف نواياها الناصعة البيضاء ملاذا للمضطهدين  والمغامرين من شتى بقاع العالم.

 

قلب الله بشجرة الطيب و تحت ظلال الأَرزة السَّماويِ "بباريس الشرق" التي تنهض مبكراً من نومها لتستر عري مناكب الميثلوجيات القديمة في وضيمة المنابع و الأصول والتسميات قبل ما لم يكن كافيا لمعازيم ولائم النسيان وما بها لم يسترد من قومية عروبة اللبناني الفريدة إلاَّ مزيج الشعوب والديانات والأعراق المختلفة .

 

يطلق الحين بالسوق البوماتها الغنائية المتتالية كما لا يقطع النسل نظيرا لا يكف عن  اثر تمثيل مضارعة القياسي . قيد الدرس او كما يحقق الهائل مبيعات تكتسح الاول قبل نقطة البداية في مشوار شركات المتعاقدة على ضلوع الاثر اللبناني  مع " كوكا كولا " و " داماس للمجوهرات و " سوني اركسون " .

 

في مركز الايواء لم تنصرف الحرب تماما ًنحو ما لم يستدرج  وترا مشدودا على قوس معزوفة الكمان المنفردة بينما لم ينصرف الى تغريد السنونو سوى اوركسترا البجع في غدير لم يرمها حجر بظهر التموج لمحض بداية ما لا ينتهي.

 

راسخاً يجَّر الجبال وراءه والغيوم التي لا توشك الا ان تستدل بها على منهج المقاومة،  ثابت العزم كالإبطال حين يصان به التراب وتحقن الدماء و ترفض التجزئة . عزيز كالوطن السيد الحر والمستقل الذي دونه لم الشرف الرفيع من الأذى .

 

المشرق قد لا يشرف على تلة بالأشرفية كما لا تؤخذ في نكاية التناهيد الأسرة الأرثوذكسية  . أنها كذلك دون ان يستهجن الرائد من عمل الرسولية قيد بشارة في متناول شبكة الصياد اذ ليس عن البحر وحده و الابدية غير ما لن يستعير عن قمر الكناية بتواتر جزالة الطلعة الملائكية .

 

سُطوحٌ مُدببةٌ لنجمةٍ مدربةِ على الساحة : سطوعً المعدن من نفيس رنينهما و سوق الاوراق النقدية . او بالليرة اللبنانية لمقدار مجاز المرسل  من حواشي غواية متون الاغاريد لا تني نبسط يد الحناء لبذار مواسم الافراح و الأعراس .

 

عروبةُ اللبنانيَّ هويتها وانتمائها الازلي منذ بوصلة الجهات التي لم تسابقها و الزمن لفوضى الحواس المنذورة لسواعد البذل وعطاء يد المغلول على عنق الزجاجة . لونها الذي يحض الالوان بخصوصية المتردم في خلسة المستهلم لذات هارموني التنوع في وحدة حلولها  بمعزوفة المتواتر عبر شموله في الصياغات و الاساليب .

 

لم يتعداها نحو مضمرٍ لم يقلب اللثغة إلى فاقعِ بيان الديجور .  كذلك لم تخطى بها أحابيل المتدلس مثل كل ذائقية الطيف التي لا تكثر من ثقل بثمار بستان الكرز الاحمر في كفة الميزان  او كما عنها لم يسقط قبل قليل مضمخاً بالعبير والمسك والشهيد على مرمى حجر من نيران المدفعية .

 

(النجمة والفنانة اللبنانية المحبوبة الاكثر جماهيرية في الشرق الاوسط في اطلالاتها الساحرة على المسرح ، صاحبة الصوت الجميل والحضور المميز ،  برفقة المخرجة اللبنانية نادين لبكي تقدر على التجسيد و تعبرها لصراط لا يوشك الأ أن يتماري على ترفَّع يد البساطة التي لا تدرك شهقة مجمل العبارة .

 

الطوائفيُّ من لبلنة جمهورية الشعبي  فوق مدرجات مقصف الملعب لا يرشح افضل مغنية عربية بمجلة زهرة الخليج ومجلة نيوزويك الامريكية المعربة . المتبل من جماليات لا تدركها على موال لم يحذق مزاج المتفرد بمول التسوق العصري ، كالذي لم يخصها بالموضة ولع الفساتين الفضفاضة وشغف المنتظر لعودة الحبيب لديار الوطن بعد طول غياب .

 

لمحض مصادفة عابرة في مسرد الحكايات لم تختارها سفارة النوايا الحسنة لتأثيرها القوي في شمال افريقيا و الشرق الاوسط . كما لم ينكرها الجاحد عبر النجاح القوى والشهرة الواسعة و الالبومات  التي لم تكل من احتلال المركز المتقدمة في منافسة الصوت وتأدية الناطق من صورة تجسيد مرائي العالمية .

 

لم تضم لجنان التحكيم رعاية المواهب الشابة  مثلها ومن لم يكشفه الهامشي بقدر من الحنو في دورةٍ قد لا تكملها حياة النجم الصغير عبر بواكير اعمال النجمة المتألقة .  او انهم لما لا يكمن وراء  المسابقات الغنائية قد لا يسترجعون الاغاني  لحرج لا يحدث بهم و أقاصي مراقي السبق  والريادة .

 

الأشرفية فوق الجبل قد لا  تطل على جيرة الاخضر دون ان تشغلها بالحرص في استعادة الامل من خلال مطالع تنبؤات برج الثور كما لا تشملها  و مكاتيب بيروت بقليل من التروي لما لم يمعن تمهل تسارع عقارب الزائل .

 

بين الفينة والأخرى قد يحتاج المغني الي تطريب ما قد لا يبلغ  سدرة منتهى ذروة الحدس بينما قد لا يجلس الصمت وحيدا ومنفردا عند مدخل الحديقة الكونية في الوقت الذي لا  يبين الفارق بين جسد لا يغويها والسكرة بالنبيذ المعتق وآخر لا يشهق من هول ما لا يصدق.

 

عيادة  الاسنان قد لا تمسك على خلخلة نوائب الدهرية . لبرهة وجيزة التنوير بالخارج قد لا يستلقي الظل والعود المعوج قبل خلع الضرس ليتغيب على الكاميرات دون رادع من وشيك ما يترخص سابق الغزو لجملة ما يعلن او يسر بهم .

 

سلالم المجد قد لا تخطو بها للإمام خطوتين كما لا تتخلف عن مجالسة البعض بالخطوة الواثقة المؤكدة ، ولعلة في رعونة الاغن قد يبذل مدير اعمالها الفنية

قصار ما يجتهد المقل في يرمجة المواقيت وتعديل مواعيد الحجز حين تطل على جمهورها في حفل غنائي حاشد .

 

عبر مشاورها  الفني لا يبلغ العمر نضوج فكرة المتطور ، كما لا يعدلها و المؤكد من قرع يد الرتاج على مصرع الابواب المشرعة . عبرها مثلما تقدمت لنقابة الفنانين  اللبنانين لإجازة صوتها . وكما تحترف الاعتراف الان بأستحالة ان تخلص الحكاية الى حين  نهاية الدنيا .

 

بشرة ٌمنقوعةُ بالكريمة ورشاقة لا تخطأ عين الغزالة . الاسماك لا تفترس البحر او تقضي اجازة نهاية الاسبوع اثر مواكب لا تجهد العبير لمنتهي امواج شعيرة  الغامق ، كما لو انهما من  النباتي حالة كونها لن تبتعد عن ما لا يكدر صفو الانطباع العابر في خضم رحلات الاقامة و سجلات الأسافير الفضائية .

 

لئلا يسكنها من في احتفالية عيد الحب قد لا يضيع مثلهما في زحام القيامة ,  او انهم قد يضيقون من تلبيس المبرم كمثل من لا يضل به البعض فلا يضل عليهم سبيل تذكرة النافذ من شروح النوافذ و الالسنة .  او من و يعمد مثلهما الى كفاءة التدوير والحذف والاستفاضة المقتضبة لما لم يترك للجمهرة ان نسكت حاسة السادس من مقايس تدرج حلزون المجد والشهرة .

 

القديس في لم يرتد عن ديانة الشمعدان ودمعة الشموع التي لم تجترع تعقيدات الطريق الى شاطئ الامان كما عليهما سوى تطيب المناورة حيال ما لم يعد صالحاً للمكايدة والنوايا المعتلة او ليتدارك بها الكتابي  حرمة غرام الشاطح من نطح العنجهيات المختلة .

 

يا عين

يا ليل

آه ونص و اكثر مما لا يوصف المعنى

او البلبل الذي لا يكف عن التغريد عبر فضائها المحايث لمنطق الطير وتدابير حيلولة المنسرح بالذي عليه لم يؤلفه التناص و تتبع الأثر وتدارك الخفاء في تمام جلاء حضرة المغنى و أهله .

 

_

يتبع لاحقاً

_

يونيو 2020 م

قرية الساحة اللبنانية – الخرطوم

 


تعليقات

المشاركات الشائعة