ديوان : بين يدي مطبعة يوهان جوتنبرج الرقمية
بين
يدي مطبعة يوهان جوتنبرج الرقمية
مصعب الرمادي
بين يدي مطبعة
يوهان جوتنبرج الرقمية
____________
____________
الكتاب : بين
يدي مطبعة جوتنبرج الرقمية
الكاتب : مصعب
الرمادي
تاريخ الطبع :
أبريل 2020 م
حقوق الطبع
والتأليف محفوظة للمؤلف
____________________________________
* إلى / مجلة "الناشر العربي " والأمانة العامة
للاتحاد الناشرين العرب
_____________________
I
على الورقِ أو النسيج أو المعدن
يلاءم الرسم الكتابة التي تغلب على تطبعها السطوح البارزة المدببة . على ما
لن تنازعها في خلود الموت سوى الأثر المطبوع في بصمة معاهدة قد تنضد به النقوش
أختام نتواءات الطمي والجعران والثور الوحشي لولا ما قد يخيب بها من تقدير
ما لا يظن به - الطين او الحجر التوثيق لمستند أوراقهما الثبوتية . على
كفاية الحاجة الضرورة لما قبل الجبر والاختيار الذي من حيازة ديباجة الصبغة
لم يبرئ به ذمة السوق السوداء .
II
قليلاً كما لا يعنيه في كثيرٍ بعض
لا يحجم به لماماً كما لم ينتهي اليه مرآي ما لم يعد شاخص الآن
وراء التل .هكذا دون أن ينقضي ما لم يفضي من قيلولة الظهيرة وسهرة الأنس لم
يسقط في الكمين الحائل المتوهم بين مصفوفة كادت بها الذهاب إلى المنفى وبين
من لم يكاد يظهر على تدارك أخطائه الجسيمة لولا معاصرة انحطاط المتدارك من
شغل المتبطل جراء حرفة الأديب .
... ..
محركات البحث قد تقوم بالمهمة على
أكمل وجه . صرير إطارات محركات الشوفرليت الزرقاء أنجزت ما وعدت قرية العالم
الالكترونية بالذي عليه قد تم معالجة البيانات في المسافة المقطوعة من المحيط الى
الخليج طاقة المحركات التي هي من عزم القدرة في مقبل الشتاء لم
لايأتها الباطل من بين يديها ولا من خلفها .
III
لا منطق للطير حتى يسترعي به
حسابات الربح والخسارة . لثواني قليلة افلت من الدغل أفاق ٌ لانهائية كادت به لوحة
الفنان ان تظفر بمغامرة التجريد : "لا منطق يحرض الكتلة على الإزاحة المتدرجة
من حالة إلى أخرى . كان ذلك قبل انبهام الكهرباء وقبل ادراج الملاحقات بتعريفات
الصورة والصوت والأحبار فيما لم يجدي الحسرة على اللبن المسكوب .
IV
والحواسيب في مركز القيادة تحرض
الشاشة إلى فرجة إمتاع أكثر . ذاتها الفرجة الأثرة القابلة للنسيان لمجرد تخطي
عتبة الخوف لم تستحيل إلا لانهماك المنهك وعود الثقاب و المقعد الخالي
بالحديقة الكونية عند قوالب من الطابوق كادت مصفوفة اللبن الحي الذي لم يصل الوريد
ببوصلة شريان الشمال . الحواسيب التي كادت تدقق في كاميرا استبصار العين المجردة
وزعانف السمكة التي ظلت ترعي الحبل على الغارب يعد رجحان كفة المابين و تكلف
مناطحة سحابة الثقالة للمتدارك من عمارة خرائب الحديد المسلح .
... ..
في صحة الغربة والطابق المستور كل
الذي عليه لم تراعي به بيئة العمل تلوث الفضاء اثر حذلقة نشرة الأوزون
والاحتباس الحراري وطائر الكناريا الغريب عند سطوح مشربية الغريبة . في صحة
تبغ المنقضة عويل مراجل دخان القاطرات والملهى الليلي والمقص الكهربائي الذي
ظل يعبرها وملازم الورق المصقول من نفتح زهرة البشتين إلى مقصلة الساعات المدبلجة
اثر وردية قرطاسية الحبر المعشوش و حارس بوابتها .
V
لم يكن في مدينة ماينز الألمانية
من يطبع الكتب بالطريقة التي تعتمد على الأحرف المتحركة ، لم تكن حياة غامضة لا
يتوفر بها أدنى دليل على توقيع من يتقن سوى الحرفة اليدوية و مهارة تنضيد
الأحجار الكريمة . لقد كان المؤسس الذي لم يفرغ في التو من ابتكار الة
الطباعة الخشبية دون براءة من اختراعٍ بينما على الطاولة لم يدفع بعد المكبس
ليشرع في نقل الحبر على الورق .
VI
لا زيغ ليلتبس به الدبق
المتبجح بعنجهية المحتل. انه من المستمر من قابلية المستعمرات كما لم تستوطن
بهما من قبل زيارة الحمى متخففة عن احتجاج رقابة المقص ، و انها كذلك طالما لم
يؤذيها المشهد المخل للذوق لولا وقع ما قد لا يدمغهما اثر الجنحة التي قد لا
يتبعها بعطلة نهاية الأسبوع متورطاً بها و الظلمات أوحال القرون الوسطى ،
إنهما قبل ما لم يكن الا كذلك لوعليهم من مكب النفايات اول من لم يولي
الأوفر من حظوظ المتواتر والمحكي من غلظة طبائع الجرانيت .
... ..
الصدع بالداخل قد لا يستوي
فيتعادل . الطيران به قد لا يقسم سوى حضرة المعتل لغير سلطان المميت ، كاد ذلك
لمحض من لم يؤذي زعانف الوردة وسطوة الإمكان المدنفة في صيرورة الحدس
والنبوة . كان ذلك لغير ان الذي بيني والحنين حتى لا يجهز بالمتبقي من ثمالة الكأس
. كاد ذلك لغير ما لم تجرأ على التلكؤ والفجر لا يكاد أن يظهر بخبز المطابع
رائحة الطين المبتل بردهة البيت المجترح لغواية مغامرة جوتنبرج .
VII
جولة الحليب من يافوخ العاصفة .
من مضمارها واليه كل الذي بهم لم يبلغ بالنهاية قصب السبق كالذي لعهدة المدكر لم
يلمز على اثره الصهيل معارك القلعة المحاصرة . جولة في الليل لم يجدر بها المعنى
ما لم يستطيع عليها المطبوع تعقب تدبر التابع المدل بثمار قمر الكناية في جمهرة
البساتين . جولة في النهار لن يعلو عليه الحاجب مما لا يصدر عن تولههم قبل انقضاء
الوقت الذي هو لغير جدوى من تذكرة مخاطبة الفراغ .
VIII
قد يتوالى المتراص فوق بعضه البعض
الى يتوازى بالطريقة التي لن تؤدي مخفر المحقق . قد تنتظر الدائرة من يتقاطع بها
قبل ان تترك للهاث ان يكف عن الركض حول حلزون مدارها الإهليجي . ان الدائرة
التي لم تحيق بمركب الصعب قد لا تفلت من معاقبة الضمير الغائب لنسيان
الالتماس الكهربائي وحرائق الثلج
وقمر الطين الذي قد لا تراوغ بها
مراهقة التجربة العابرة الصبر الاقل والدربة التي لا تضاهى .
... ..
تستعيض الكتابة اليدوية بالآلة
لتأدية معظم الأعمال . الآن لفرص اكبر وفوائد جمة قد تستعيضُ الأبعاد الثلاثية
لطباعة الحديد بواسطة الحديد . انها لما يمكن لولا غرابة ما لم يعد ينظر اليه قبل
الملتبس من سابق تآكل الوقت الذي أفرط في شرح توحش الصلافة والرعونة .
انها لحزمة من الأوراق بالطباعة تستعيض بها من شفرة القواطع لتمام الاستواء
والامتلاء دون ان تقطع دابر عطب السريرة وحواشي المتون و قطع الغيار .
IX
النسخة وحدها قد لا تكفي،
بالصورة من يقصد العلامة وشم وردتها البلاستيكية . النسخة التي تكفي وتزيد عن حاجة
المتقدم من كفاية خدمة المشهد السينمائي بجودة عالية في البوم العائلة
المتمدنة ، النسخة التي تحرك نصوص الفراغ المتحركة تملك القدرة على محاصرة
النهايات بغواية الأثر وفتنة خافية الأعين وما تخفي الصدور .
X
يالهذا المزاج المترف الرائق. كم
يكلفه الوقت لتصير به الرقة المتناهية تستدرج بها الفخاخ لغواية نصوص الترجمة .
يالهذا الحنان الذي لم يعد لزقزقة العصافير على شجرة السرو من لم لا يطمع بعدها في
الصباح الاّ ان يعثر عليه كما لم يحرج ارتباكها الظفر بمكائد من لم يتكفل
برتق فتوق محايثات الضد الذي لا يظهر حسنها. يا لتلك الأيام التي أضحت تمحص في
تدارك المتحرك المتقلب من وجهة السير برفقتها جنبا الى جنب !.
... ..
انها ليست بين يديك لولا حيازة
الخرز الحريز . انهما كمن لم يخطرا بالجوار ومن لم يقبع فوق حدس
التنبؤات بردهات المعمورة . انهم لغير الذي لن يشرع لبرهة لم تكد ان تغط على
الزر . انه كالصورة التي قد لا يطابقها الأصل لئلا يطلب تخصيص الأوامر على
الزجاج المظلل من عبر الحفيف لا يسألها و سقوط الورقة عن الغصن . وانهن للخياطة
والأشغال اليدوية كما لا يمكن لتصوير المستندات وطباعة الملابس بالليزر ما لم يكن
قبل تحميض شريط الفلم في استوديوهات التصوير الفوتوغرافي .
XI
الأبجدية قد لا تشمل قوالب
الخشب . قبل اختراع النظر إلى الصيني قد لا تحرص على حفريات البوذي كمثل ما لم
تلغو به اللغات عن موحى الكتاب، عبر هذه الطريقة التقليدية كاد
الذي بهم لما دون اختراع المطبعة كما لم يكن بعد النسخ اليدوي إلا
للنصوص المقدسة الا لما استطع يوهان جوتبيرج ان يظفر بالطباعة
الحديثة والثورة المعرفية وعلى تطور الحضارة انتشار المعرفة الصحف والمجلات
والدوريات .
XII
الشقي بيده القلم كيف به لا يعرب
عن سعادته الغامرة ؟. كيف عنه لم يطبع الأزل على طريقتها ما لم تدحض عليه بهما كل
مساجلة المؤرخ حول بئر الخيانة ؟ .يقول بالمختصر المفيد من لغير المدلل على اختصار
المنعرج الملتبس مما لا يكاد بالمطبعة شيطانه الأخرس ان يسكت عن تورية قمر
الكناية وتولي حكومة الظل .
... ..
ما الفحوى ؟ او لذروة المضامين
الثرية كما الذي بين يديها او يكاد به سقوط الثمار عن قيام البعض اثر ما لم يبلغ
عدولهم عن ارتكابها .المعايير الأدبية قد لا تحجب المؤلف عن تلافي الطباعة الرديئة
كالتي بها قد لا تغري على المانشتات والالكشيهات والتحقيقات الصحفية . متى عن
حذاقة الناشر ما لن يرتأى بالإحالة للصالح العام .
XIII
اما انا فلدي القدرة على الفهم
والمحايثة . لدي على الحائط حرقة المبكى وواسطة الفحم على تعهد رعايتهم لذكرى درب
تبانة النمل وجوارها لبيت الضرة و حبة السمسم . لدي كل ما لا يظن عبرها انه لسوى
جهد المقل وبعض من لم يقم بشسوع الأمداء التي لا تشبع الأود . لدي الوتد بالخيمة
الذي لا يكتفي الرهق المضني لما لا يكتفي بالاشتهاء لذبائح المطبعة التي لا
تعلق بها الخطاطيف و فضائح المشجب من عري اللحظة السرمدية .
XIV
هائلٌ والنقلة التي لا تشهق بها
كما لا تفعل الضفة الثالثة . دون ما لم يعبرهما العرفان الذي لا يكاد بالتدريج ان
يحل محلها كمن لم يبصر بعدها بهم الى ما دونه .كيف به ألان ومن لم ينجو بالكاد من
الغرق ؟ !. كيف من خلال الوقت المنذور لإجتراح المغامرة لن يظفر بهم
الأقل مما لا يكاد به النسيان . ومتى قبل مغامرة الأمواج
المتلاطمة من الورق المصقول الذي عنه لم يستوعب المنتج حين مما لم يتم تداول
العملة الصعبة كمن لم يوثق به المخزون من الثورة المعرفية و تطور حركة البحث
العلمي .
... ..
لو عن الناسخ والمنسوخ بعض
الذي لم تظفر به المطبعة قبل الالفباء العربية ليوهان جوتبرج ، لو ان بهم كل
الذي عليه قد لا يخلو من العيب دون مطابقة قالب " النحو اللاتيني
" او " الكاهنات العرافات " او " خطاب الغفران "
او عبر واسطة الأساليب المتصورة لاحتراف صنعة الطباعة الحديثة . لو انها لما
لم تكن لغير الشروح الدينية كمن لم يكتفي برهبانية الأديرة قبل ما لم يكد يظهر من
سجل السمت المطبوع الا على الخوض في مغامرة التجريب ومعترك الإستشراق .
XV
لولا عصارة العنب لما أتوثقتْ من
ذلك . لولاها و الطريقة التي كادت ان لا تحفظها عن ظهر قلب لما كانت الآثار
المقدسة من قواعد الطباعة . لولاهم و ريادتها على ملاحقة السابق لما أشوك به
التطبيق الممعن في التحديق كما لم تكتبها المرايا بخط اليد فوق قوالبها الخشبية .
لولاه و الذي مثله لم بهتم بجني الأموال او بالنشر الالكتروني لما كان من
ازدهار الآداب وفنونها بعد الثورة العلمية .
______
يتبع
_
أبريل 2020م
مطبعة التمدن - الخرطوم
مطبعة التمدن - الخرطوم
تعليقات
إرسال تعليق