ديوان : كذبة أبريل من ذكرى أبريل

مصعب الرمادي
كذبة أبريل من ذكرى أبريل
___________
الكتاب : كذبةُ أبريل من ذكرى أبريل
الكاتب : مصعب الرمادي
تاريخ الطبع : أبريل 2020م
حقوق الطبع والتأليف محفوظة
_________
"إني لأمزح غير إني لا أقول إلأَّ حقاً "
حديث شريف
"ليس هناك حزب سياسي واحد يمكنه أن يدعي أن له دورا في هذه الثورة "
الجزولي دفع الله
رئيس التجمع النقابي الذي أزاح نظام النميري من الحكم في 6 أبريل 1985
____
* إلى ذكرى إنتفاضة أبريل المجيدة في السودان
_________
1
بروميثيوس بسفح الجبلِ ،
النَّارُ تسرقُ رزنامة التقويم ،
البندولُ كمنشفةٍ منصوبةٍ في الساحةِ
كما للجوارِ خراج المعركة ،
كما عن القلعة ثورةُ الغريب .
2
ليس عن مزحةٍ ثقيلةِ كالتي تظلُ و تستمر ،
كأن من صدفةِ الكونِ تغيرُ مسارٍ الكائن ، أو كأن عن حظوِة المزحةِ مُنازلةُ وعول أحلامها فوق تصور ما كانت تصدر عنه .
... ..
فيما بعد دون إنتقالِها من عابرٍ الى غابر ،
الرؤيةُ لا تكفي غير وضوحِ توصيفها ،
غيرها – الثورةُ بالشعبِ يحسمُ خِيار مطلبِها ،
الأولُ قبل الأخير ِوالدراية قبل البدايةِ ،
في انتظارِها لمرةٍ أخرى من وعيدِ الناقم لمهالكِ التجربة
و بئس المصِيرْ .
3
اذكرني في الملمِ ،
المناشيرُ في منشارِ الخشبِ
نوحٌ لا يهدِدُها – المدِينةُ بطوفانها الوشيك ،
تهبطٌُ لتعلو مُثلها ذروتكَ ،
ثمة عاصمٌ سوى عصمةِ النبي ،
سواكَ وما تروم ُلقداسةِ تُراب هذا الوطنْ .
4
طُموحٌ للمُنقلبِ ،
عليِّها وما تجنٍي من الهباء براقش ،
كنباحٍ مُخرسٍ على هُدى القافلةِ
كقمرٍ مشنوقٌ في مكتبِ الغافلْ .
... ..
جامدٌ ومُتحجرٌ ،
الناقد ِمن تدقيقِ ما لا يتركْ ،
بما يبلغُ في الشراكِ من غوايتها ،
بما يتلف من معايدة ثقل المازح ْ.
5
البروتريا الرَّثة قبل المغادرة ،
الرئيسُ في المطار ِترشقهُ الحجارة ،
الفقر بالمدن يعوي كذئبٍ جريح ،
ثمة من نقمتِهم برحلتهِ ما يريبُ خبيئة المُدَّكر ْ.
6
أبلغُ مشيئةَ المُضطرد ،
مثليِّ عن تدبرٍ كذبةُ أبريل ،
مثلُها لو عن الثأرِ ثورةُ المعتبر ،
ما يعيُد لنصابها دخيلةَ المعاني ،
ما يجمعُ على الفادحِ مأساةَ أفريقيا .
... ..
بجنبِ الطريقِ أفرط بيِّ ،
ورائِي ما لا يتركُني لشأني ،
قدامي ما يرهصُ بالنذيرِ لولا غفلة الأعمىْ .
7
مُستبدٌ وظالم :
الدكتاتورُ في حروب الرِّدةِ ،
في نزوحِ الفقرِ للمدينةِ ،
وفي تهجير الحكمةِ داخل أسوار المُعتقل .
8
الأبرياءُ ليس ما تعنيهِ الخسارةُ ،
الدَّم ُمقابلَ الدِّم ما يظلُ من ذكرى ابريل
يؤسسُه لبيان خسارتهْ .
... ..
من العزة ِبالإثم
إلى ما سوف لن يتخذني مبرراً لتهكماته :
المريدُ بطشِ اليد العُليا ،
كالمُدل بجوهرِ المُندَّسِ بطابور المرجفين الخامسْ .
9
بالعنفِ وحدهُ قد يُلجمُ الحجرْ ،
بالنخوةِ ؛منذ الأزلِ - ما يُلجمُ
بالعنفِ هذا الأجلْ .
10
جذعٌ لُيؤدي إلى جذورها :
النخلةُ في مِخاض المريميةِ
والمهُد وقد تكَّلمت بلحدهِ نهايةُ الدَّجالْ .
... ..
الرِّزقُ في المعنى ،
الحَاجةُ من تقدِيرها :
كُلٌ وقد طفق بالتمحيصِ
يتأهبُ للإقلاعِ بهم عنه .
11
الثورةُ المجيدةُ ،
العُيونُ الشاخصةُ نحو غدها ،
الإعتقادُ بخلاصِها من الحاضرِ ِ ،
والأمسُ في الخبرِ بالذي هو : ما لا يكونْ إلأَّ عليه .
12
مُخترقٌ منذ أبريل ،
منذ سقفِها المُتداعي ،
كمنْ هو لا يعلوُ على الحاجبِ ،
كمنْ بزُخرفِ ما يُقال تدليسُها و تنابلةِ السلطانْ .
... ..
فشلِي الذريع
من إرهاقِها الخلاَّق :
وطنٌ يعتصِمُ بحبلهِ المتِين
كوِطرِِ عن ولعٍ يقضي حاجتها المفضوحةِ
بالكِتمانْ .
13
مُرتبطٌ بعلاقتِها ،
منذُورٌ لشكيمةِ الأقوى ،
في النظرِ إلى عبث الدَّال ،
وفي الجهرِ بسر أبريل المفضُوحْ .
14
وليِّ معها دورٌ دائماً ،
ليِّ ما بها من دورِ في الذي يدور ،
بما ليس عن شرعيةٍ ما لن يدوم ،
بمن ليس مُشَّرعٍ سوى شريعةُ المُشروعْ .
... ..
بعد إعتمالِ المُزمنِ ،
بعد توقعٍ أفضى إلى عدميتهِ :
بلواي لا مردَ من وقُوعِها
وكارثتي لا محيصَ من تلافي عواقبها .
15
ذوبانك جماعتك ،
تماهيكَ بكذبة أبريل ،
ما صار غير ما لم يسير به الرَّكبانُ ،
ما ظَّلِ غداة ردتِها المناوئة
في الصَّمت بما يشبه الخذلانْ .
16
الحِسابُ ولدٌ ،
كما من المفسدةِ الركون الى الفاسدِ ،
كمنْ على المنضدةِ تدويلِ الزاهقِ ،
كمن على اللَّهاث شكةُ عقربِ المُتبددْ .
... ..
العملُ للوقتِ يقطعُني
كما ما لم يقطع وعده بأبريل ،
مثلما المعاهدة للحاكم بالمحكومِ في قضية ألف ليلة و ليلة الأخرى .
17
أختارُ موقفي ،
أناضِلُ في ذكراه بحرصِها وأبريل ،
ما عن جِزعٍ جذعُ ما ُ لا يعربُ عنها ،
ما من مسؤوليةٍ فداحةُ ما تؤولُ إليه ْ .
18
وكان أن قُيضَ لُه الفُتحُ
، لها بما كان من المُستبدْ
،في التنكيلِ بفسحِة الأملِ الوحيدةِ
، وبالنورِ من كُوة ما بعرفانٍ يتلمسُ
طريقُ خطوتهما الواثقةْ .
... ..
يدكرني لإمعان المُدبر
المُقبلُ بما يكرُ يفر ُعن تحديده ،
الذاكرةُ المنذورة ُلتجديفِها من المُغرضِ
و النجوى بالشكوى عن من ْلا يجأروا بالتحَّملِ
من إحتمالِها .
19
على مضمُونِ ما أتفقْ،
على حِرزِ ما يصُونُ عهدها :
كان لابدَ مِما ليس منه بدٌ ،
مثلما لتتكرر َ مجدداً تجربُة ثورتِها
، مثلها أو لتتهيأ لوثبتهِ بشارة ُالنصر ْ.
20
دولةٌ تؤسسُ لديمقراطيتِها
، شعبُ ليحرصَ عن نارِ ثورته
، الزيتونةُ من مشكاةِ مصباحها
والفجرُ الجديدُ على مرمى تنهيدةٍ من الآن .
... ..
أقولُ بسواي ،
أكونني عدا ما يوشكني :
القضيةُ بالبلاد تذهبُ و أدراجُ الرَّيحِ
إلى ما لا يكونها .
21
شكرا الله سعيكُم،
المفاتِيحُ لمقاليِد ِأمورها،
أبريلُ بعده لكذبِ المُرجفين ،
السؤالُ عن بدعةٍ ضلالُ ما يطغى
بالبلد الأمينِ حتى اعتزالِه السُلطة .
22
أرتبُ للمعارضةِ ،
وعيُها من تجربةِ الملموسِ ،
كما هي حظوتي من درسِ ما أزمع ،
قيدها أو بشارة المخرج ،
وشرطها أو قربانُ الثورة .
... ..
بأبريل يعتاد الأزلُ عليه ،
كالتاريخ إذ يمسخُ مجرياتهُ
حتى عن المبُهمِ ما لا يكادُ يتنكبهُ ،
حتى من المُفترى عليهِ ما لاينِي يتبجحُ بنكايتِه .
23
كأن يبلغُ البنيانُ تمامهِ ،
كأن - على مَثلٍ مضربِها الفَاجعِ
ما انتفض بها عن عسفٍ وجورٍ ،
ما عن ظُلمها ما قد نالها به
من نقمةٍ لا تريد سوى عبثها الهمَجيِّ .
24
يؤتي في مقتلٍ
ما يُؤكل به والكتفُ فيما قد لا يعينْ ،
فيمن علَّيه لا تثريبَ عن غفلةِ السابقِ :
اللاَّحق ُمن ضرر ما يأتي ،
كالبين من شكيمة المُخَّرب
الجدير مثلها بفجيعةِ ما تظلُ عليه تمزحْ .
... ..
انتظرينِي إلى أن يحين دوري :
الباهتُ من مهزلةِ تمثيليةِ المتناقض ،
كالمُتهافتِ بما لا يبرمُ من وعيد من لا يكذب
شهادة شقوتهْ .
25
مَأجورٌ ومُرتزقٌ ،
قبل القصةِ طاغيتها ،
بعدها -السجنُ لبلابٌ عند المقصلةِ ،
دونها و الليالِي لمن يتداول نخبها،
مثله و الكأسُ لمن يمعن في سكرتِه .
26
القناعةُ لو تغَّيرتْ،
الصَّبرُ لو تدلى كحبلٍ على الرَّقبةِ،
وعيدها – المدينةُ ، بما لو تشاكل ما يظلمُ نقمتهِ
في التعبير عن عبارةِ المُجملِِ،
و بالفائدةِ من عبثِ المُحاولةْ .
... ..
الجماهِيرُ الهادرةُ
كالتشويقِ في ذروةِ البدايةِ ،
المللُ من حبكة المروي
كأنما عن خاتمةٍ مسكُ ما لم ينتهي ،
أو كأنها – العاصمةُ عن ختلِ ما تدسه والليلُ
من هوله والتاريخُ ،بما هو لها يُغطي حيائه
مِن فاحشِ عريهما .
27
أتناقضُ مع الموقفِ،
هنا والآن ، للدجالِ من دجل التقدير،
وللخبر ِمن مصلحة المُدَّلسْ .
28
حاذقةٌ فريةُ أباطيلها
إذ لم يعد بها ما بالفعلِ لم يذهبْ ،
بالقول غيرها لفخامة التفكير ،
غيره ما شابه جريمةٌ يُنكرها
و ذات المتصدع من مرايا الآخرِ المُتهشمةْ .
... ..
من يخونني اكثر من ذلك
يدركني عند وحشة فراغ المعنى به ،
عندي بالتسرية عن تنقيص حياةٍ لا تدقق
في عمق و ما يظل يؤلمني .
29
أنهم يحصبونها بالحجارةِ -
المدينةُ في احتقانِ ذروة الثائر :
وجهات البنوك – طرومبات الوقود –
الاتحاد ِالاشتراكي و ..الخ
هكذا لخابية الغد بين عشية وضحاها
لم يعد للخوف مكانٌ ليدكره لديها .
30
الهراواتُ والغازُ الخانقُ ،
الرُّصاصةُ تخترقُ قلبَ الشهيدِ ،
المواكبُ تهدر في الشوارعِ ،
كالطوفان ِ ،من جديدٍ للبدايةِ
اذ عندها لا ينتهي ببطولة المنتفض مراد نهاية المقموع .
... ..
مثلما لا أحدٌ
يغسل يده مما يفعل
تمضي بالطريق خطوتها واثقةً
بما عن التلجلج حصار المرحلةِ لإعتباط المسردْ .
31
وليكن مِما يحدثُ ،
فإن ما لا يحدث من فرضية الحدس ،
غيرها - قرونهُ من استشعارِ العاصفة ،
قبلهما والرِّيحُ حتى إرهاص الكالح ْ.
32
طبقةٌ حاكمةٌ ،
حزبٌ واحدٌ ووحيد ،
إنتهازيون ، وطفيليون ولصوص .. الخ
كذلك بالراديو ما كان من مارش التغيير ،
ومن ذلك ما ظل على الحائط ِالمائل مما لم تظنه كذلك
قبل لفحةَ المحترق .
... ..
أجهلُ ما يذكرني
عندها – المنازلُ من أنواء المتوجس ،
دونها و الخفية من صاعق المبرق برعدتي
من فرائصِ أقدارها الواجفة .
33
لا يجّب ُما بعدها قبلكِ ،
هُناك في الجذورِ حيث مشيمة المعاني ،
او هنا بالقليلِِ حيث تدقيق رهافة المُدقق ،
ما لم يكن عن قصدٍ وصار يقينه ،
ما كان على نيةٍ و أضحى بِكِ المنهج .
34
على ديباجتها - السلعةُ ،
على نارها ما يكتوي به المواطنُ ،
بالسوق الأسودِ من ضنك المعيشة
كما بالغلاء الفاحش من جشعِ المتاجرة .
... ..
ليكن بأبريل ما يلوي
بحنق اعتباره ،
كونها عليه – الإنتفاضةُ جبلٌ يتمخض فأراً،
كونه من كفرها ما ينتظر ليتكلم بما لا يعني ذكرى الثورة في شيء .
35
خافقٌ بجناحيه
لفجرُهما من النافذة ،
كما للينبوع من ثرثرةِ الغدير
كما من البستانُ من عرفانِ هبتها الشعبية.
36
وما يخلدُ سوى الذكرى ،
سواكَ بما عنها كالحرسِ يهلكَ من نسلك ،
بما يكون بكُما من سطوة ِالغامقِ ،
لما لا يصيرها والطريقُ من مخارج مدارك المغترب .
... ..
يلوذ الحارس بقيلولته ،
الليل في الدياجير ما زال يحبو ،
الليل في رابعة النهار ما زال لا يتضح للعيان
بما يظل يتمارى بالكيد عليه .
37
وتهالك النظام ،
وترنحت خطوتها في الطريق ،
ما عن كدحها – الثورةُ ما يلقى ،
ما بها - الإرادةُ غلبة لدين الوطن على رجاله .
38
رجعِيةُ تصنعُ تخلفها ،
كذبةٌ على الحقيقةِ بما عنه تلوي
بها كالمكانُ قيد ما يدرس ،
بهم كالزمان بما يضمر من شر الأتي .
... ..
يتهدد الأماني
رعونة حديقتها الجرداء ،
يبقى على الحياد نزق الثوري اذ يتعهدها
بالبهيج من فلسفلة جمالها في دمامة الواقع .
39
عصيانٌ مدني ،
كل له دوره في الخروجِ
متى عن البحر تنفلقُ المعجزة ،
متى عن الضفة الأخرى قيامة الدنيا الجديدة .
40
ليس الأولُ أو الأخير ،
الشرارةُ من نار نضاله ،
الشعبُ إذ يجترح من تاريخه تاريخه
بالدَّمِ والروحِ حتى ملحمةِ عبوره إليه .
... ..
تلمسني النتائجُ ،
لما لا يفضي عنها يأخذني إلى سُبات العميق ،
المُتجَّردُ من حراكِ الساكنِ ،
كالسُكنى مِن تجردِ لواعجِ المُتحرك .
41
ليس عن ردةِ فعلٍ ،
مريرةُ كانت سنواتُ القانع
على ما ينكسرُ وسراج ًاللِّيل ،
،على ما يعول ومخاض مستقبل النار .
42
في سبيل مصلحته ،
ما يعريِّ الخطوة التالية ،
للهوة من هفوة الفارس ،
او للكبوة من هزيمة الحصانْ .
... ..
ما الذي ننتظر ،
ان كان المستقبل زائفاً كالأمس ؟! ،
مثلما الحاضر محض مبرر واهٍ لذريعة الحياة الباهتة ؟!
43
عن حياة كريمة
، حرٌ يستطيعهً ويعرفهُ
، عن كثبٍ ما يدركها و خواتيمه
، في البدايةِ من سلطة الحاكم على محكومه .
44
زور ٌوبهتان،
بوقٌ لدعايةِ الأراجيف ،
من سَّبح بحمد الدكتاتور ،
من صوَّر للآخرِ جحيم الحياة .
... ..
متورماً برؤية الصريع،
بالأمس الفيتني قبل كوابيس رؤيا الملك ،
قبلي دون انسحاق جمرتها المتوردة ،
بعدها وما قد أسلفت من المرائي لتداركي بالمنفلت .
45
من شبهةٍ يُعتقل ،
للمُحققِ من مخفر ِالتحقيقْ ،
و للمقموع من رعبِ ما يعَّذبُ لأجله .
46
عن رأيٍ وجهدٍ ،
مثلما من ترَّصدٍ لقصدٍ :
كان فيما يكون بها الفتحُ ،
صار بما أضحى عن حداء الليل
ما يسير بالقافلةِ و رِكبانُها .
... ..
هناك عن بطرٍ
مآخذ التفرس بسريرة الآبق ،
كالمتذمر من ازورار شهقة المتبلد ،
و كالحصار من مساجلة سقوطها بقلعته الملكية .
47
من احتكارهِ للسلطة ،
من الرَّشوةِ
والمحسوبيةِ والاختلاسْ :
هلع ُالطاغيةِ بدنو أجلُ ساعة الحساب .
48
ندرةٌ وإرتفاعُ للسلعةِ ،
في السوقِ حيث لا ذمةَ للسوقةِ ،
و في العتبِ حيث عين الوقاحة،
للمواطن من جحيم ما يكتوي به .
... ..
وليس من يرتد
كمثل من يذعن للردة ،
ما ليُظن عدا ما يتنكب ابريل ،
عداها – الانتفاضةُ بما ترهص بمحاسبة المؤرخ الوطني
بما يتأرخ هنا و الآن من غضبة الثوار .
49
هكذا اختار الشعب طريقه ،
هكذا للحقِ من خروجه طريقها :
الحرية ُخلف أسوار المُستبد ،
والطليعةُ من جذوةُ نار المنتفض .
50
الأقلية ُمن أكثريتها ،
رويداَ و تبلغُ بها من ديمقراطيتها الجارف ،
كما للسديدِ حظوةُ الرأي ،
كما للحظوةِ سيادة الغالبْ .
... ..
لا يضيع الايمان من رسوخها :
التفكر في حيلولة الخانع بالخائر ،
وحدها مثلما هي به لولا يرين على قلوبهم
من تدليس السلطان لمعاهدة الخروج عليه .
51
الوقودُ ، الخبزُ والماء ،
المجاعةُ في دارفور ،
الحرب في الجنوب ،
الجوار ولا جوار .. و الخ :
الحرية هي المطلب ،
والخلاصُ في ثورة الشعب .
52
ربما ليقنع من خيرٍ بها ،
ربما لما يصبر ُعلَّيه فيخونه ،
كٌله من جهدُ ما يقل ،
بعضها و ما يزهقه والبلادُ
من حلوله والوقتُ الثمين .
... ..
تخذلني خطوتها بالممر ،
لا احد يؤكدني من انتظار الميئوس منه
اذ لا وطن ليشملها لتنظرني المستقبل
من خيانة الوطنية العظمى .
53
القاطع ُمن إحكام ِما يصدره ،
ما يعربُ عن أسفه الجنرالُ بالمذبحة ،
عن ثكنات ما تخيب بظنه عودته – المعسكر ،
من على حقٍ كمن ليس له الا تقديرها للفاجعةْ .
54
لا تقدمٌ للإمامِ ،
كلما حل بالسلطة العسكر ،
كلما للطاغيةِ قد دلت مماطلة التسليم .
... ..
لم اجرؤ على تكذيبي ،
أنبياء وطني ينفذون من الوقت
كخيط نحيل من الماء ،
حراس بوابتي يطرزون التوقع كغيمة متبرجة
لا تمر بمخيلة القصيدة .
55
بما سبقِ ومجدها الزائف ،
بما عن كذبة ابري ذكراه،
كما للعبرة تكرارها التجربة ،
كما للعبث نكران جميل المُعطي .
56
هنا ، لا تسلمً الجَّرةُ ،
كل مرة ٍقد تفعلُ والخبر ،
كل نزوةٍ وما يسترُ عيبها ،
كلها وما يحجب بصرهما والبصيرة .
... ..
ردحا من إنتاجي لقيمها الجديدة ،
وحدي دونهن حتى استطعيني متجرداً من يد المغلول ،
عندي من كرم البخيل دونها و ما تمعن بظهر الخيانة في دس خنجرها البارد .
57
مُلاحقٌ ومُضطهدٌ
الشعبُ إذ يريد عزته،
المِنعةُ لغضبةِ الحليم ،
والثأرُ لذكرى أمة الأَمجادْ .
58
بما يكفي من ذكرها ،
بما يشمله من رعاية الرحيم :
التاريخُ في مثال تجدده ،
والمستقبلُ لمحاولة الأخير ْ.
... ..
مستوحش بغلظة ما يحتكِم ،
عليها – الشهادة دون عملها الصالح ،
الدامغ بالجريمة عند سؤال المنكر من جحود المخذل .
59
للريحِ بابُ الكارثة ،
ما ظلمه الدهر كمن يسُّدُ مسدها ،
من قال بالتجديف كمن قال بالحقيقة :
الغائرُ من غموض المعاني
والمطلقُ من حرية التخيل .
60
في الغيابِ حضُورها ،
الآن للذكرى كما للنسيانْ ،
للمحو ِكما للتجددِ ،
كمن عنها لا قديم ليروى،
كمن به لا جديدَ لتمله الأجيالْ .
... ..
بخفي حنين
ادخل لأخرج عن ساحة الإضراب ،
والذي سمك سماء العزلة
كالذي يتعقبني وقمع المتظاهر .
61
مخيمٌ وماثلٌ :
الحزنُ وما يخلفُ من لوعةٍ ،
والفسادُ وقد جثم على صدره ،
في اندماله سنوات من القهر تمضى ،
ولنسيانه مسيرة جيل .
62
أعرفُ عن كثبٍ
طريق خطوتي نحوها ،
يعرفني عن شكٍ
طريق العتمة لوضوح الطريق .
... ..
ليكُن ما يتمنى
ليبقى بمودة الرحيم عرفان عودة الثائر
إلى إعادةِ كتابة تاريخ المسكوت عنهْ .
63
من هناك وليس الآن
، ربما عن المستقبل
: تخلقُ ما يكون مما كان
، فعلٌ عن الفعلِ
وفكرٌ يجادله من فكرته .
64
وليس من بريق
سوى من سطوة المنخدعِ ،
،به كالانتفاضة كل يوم في الثورة
بمثالها و ما لهما قد لا تسعى .
... ..
من قوة التراكيب ،
من جرس القصيدة الداخلي :
الأباريقُ صرعى في مشرب البلدية ،
الخمرُ مغشوشة ٌمن ضلوع الأجنبي
بشبهة اقتباسها لعربدة الندامى .
65
وحشةٌ تكتنفٌ الضيم ،
الفقد من جلالِ ما لا يقف عنده
و الخسارةُ من بديل الأعز .
66
اللغة في الإطار :
سمكةٌ تقفز خارج البحر ،
توقٌ لمغامرة الدرويش في الطيران
بلا أجنحة ملاك الذكرى الحارس .
... ..
.. أو بها قد يقول
لذلك لا يكاد يجزم بالنفي ،
هو أو الدامغُ من تحرش تفنيدها ،
هي او المتوتر من التنزيل المحكم لرأيهما السديد .
67
بالمشاكسةِ نوالُ الغاية ،
باليد القادرة مطلب المريد ،
كما للغدرِ حظوةِ الموت ،
كما عن النكاية زحفُ الجماهير .
68
قليلاً والجذوةُ بالكل ِ ،
مزيداً لما هو لا يتبرم عليه ،
بعضٌ و ما يدكرها لبأسه عند أوقاته العصيبة .
... ..
لئلا الرادع ُبما يوعزُ
، لئلا الثمارُ وقد هصرت دجنة الجَّنة ،
هناك بمتردم الرؤيا حيث بالمنازعةِ مساومة المطفف
لميزان رجاحة العقلانيِّ .
69
من سطوةِ الطاغية
إلى انتقال السلطة ،
ليس عن مدركٍ سوى توزيع الأدوار ،
، ليس هزلاً سوى عبث التمثيل بمسرح الرجل الواحد .
70
العميلُ دخيلٌ على بديلها ،
كما يجترحُ المستحيل وُجودها :
أللحظةُ كالأمسِ والغد لا مكان عندها
للتقاعس والمماطلة .
... ..
في دفتر الحضور يسجلني الغائبُ :
حجةٌ أوهي من شبكة العنكبوت
لفرية ادهي من تصور الانتفاضة لما بعدها .
71
الخزي والعار للسدنة ،
للبِطانة التي فرت من العقاب ،
للنَّار الذكية في كل مكان ،
وللخرطوم مع ثورة الأحرار .
72
ومن تضاربِ الإخبار
تخبط الأنفاس الأخيرة للنظام ،
ومما يقول بالثورة ضدها – الثورةُ ما يكاد بالثائر دون توليه .
... ..
وليس من يسوى بالطين
كمن ينفخ في روح الثاوي ،
وحدي كأني لم أجدف بهذيانهم ،
وحدها كأنها لا تجب ما قبل نشورها في قيامة الموتى .
73
بعد البيانِ الأول ،
قبل عشرةِ أيامٍ من النضال
: الشارع ُسقيفةُ البيعة ،
والويل والثبور لصحيفة الخونة المتآكلة .
74
بعد الإطاحةِ بالفساد ،
قبل الشروعِ في الحِسابْ
: لا عبرة اليوم سوى من تلافي تكرار الجديد ،
الأجدرُ من أزل التاريخ
والأدهى من مرارة خيانة العهد .
... ..
يسيرٌ عليهم القول بذلك
، كثيرٌ بالبينة معاظلة اليمين
لما دونها و تعاليم مجادلة السفسطائيِّ .
75
ما يقفُ بجانبه ،
ما يختارُ وغلبة المريد :
يد ٌعلى يدٍ كان أبريل
ورأىُ على رأيٍ تعطرت به ذكراه .
76
وللموقفِ ترديه ،
ما يشمله و تقدير الجسيم ،
ما عن جائحة ٍثبورُ ما يقع ،
ما عن هلاكٍ مصيبة ذكراه .
... ..
حينما بالذكرى
تكذب الحقيقة على أهلها
أضحى من قبيل المصادفة عثورها على المستحيل
قابضاً على جمرة وردتها البلاستيكية .
77
ومن تدقيقِ ما كان
بلاغةُ ما سيكون علِّيه :
بهما والغليلُ من ثأر الثورةِ
أو عنه بها من فصاحةِ لسانها الُمبين .
78
بعد تعطيلِ الدستور ،
بعد إعلانِ حالة الطوارئ
: الجمهوريةُ بلا رئيس ،
والجيش في خندقٍ واحد
مع الشعب .
... ..
فيما عن التشويق
اندماج الحلقة بالحلقةِ
فإن بالموجة ما بتقاليع المبتكر
من تكريس المستهجن لنصرة الدخيل .
79
على نهجٍ وسياسة ،
على حلٍ وعقدْ :
تؤسس ُبالثورةِ فلسفتها ،
ما به ومنها يجدر ُبالجديدِ عبرتهْ .
80
من تكرارِ التجربةِ ،
من موعظةِ الدرسِ
: ما يعظمُ لمشيئته النضالُ ،
ما يخطو على هديه طريقُ السالكْ .
... ..
عدد ذرات الهيوليِّ ،
مدى رؤية المحجوب :
الدغمائية من زُرقة عين الرَّاصد
و التشدد من جوازم الاعتقاد بالعصبية .
81
ينهار مما أنهكه
: السلطةُ في حوزةِ جماهيرها ،
والمعارضةُ ؛- فيما قبل
لجدوى المُثمر المفيد .
82
خبرةٌ متراكمةٌ ،
زودٌ بالعزيز وما يملك ،
أرادته و ما تغلب في النهاية ،
كالموت يسخر ُمن بطش جلاده .
... ..
ليس مثالا للأفلاطوني :
رأيتُ فيما يرى النائم جمهوريتي الفاصلة ،
لمست فيما يُملس الجوهر حقيقتي
خلف جدار التصور العازل .
83
للثورة النصر ،
كما للجماهير زحفها العظيم ،
مثلما لا محيصَ من نقمة الجارفِ ،
مثله أو غلواء بهتان المُخرس .
84
مآثر تروى ،
جيلٌ ينصرُ ما بعده ،
كالموجة تمور بالخافقِ ،
كالهنيهةِ تحتشد ُبخلود معناها .
... ..
ليحين قطاف المُمتَحَن ،
لتكن لمشيئة المجتهد حصيلة المغنم ،
كمثل ان يعود من أدباره تذليل توعك المعضل ،
كمثل ان يتمادى على التيه
سطوة المزهق من ذخيرة سؤال المستقبل .
85
بالخداعِ والقهرِ ،
بالتضليلِ والبطش ،
ثم بعدها لا يسود بها – البلادُ
سوى مشيئة الشعب ْ.
86
أسلوبه في الحُكم ،
طريقته في المواجهة ،
شرف البذل في النضالِ
وكمال ُالغاية حياة المواطنْ .
... ..
دوني او دهان المخادع :
تجديد للعراقةِ من بلوى ألفة المسجون
في وحشة زنزانة الزَّمنْ .
87
قضيةٌ عادلةٌ ،
توفيقٌ و إنتصار ،
قيادةٌ تؤسسُ حكومتها
وشعبٌ جسورٌ ومقدام من وطيس ما اعترك .
88
بين ليلةٍ وضحاها
كان للتاريخِ أن يغَّير َمجراه
إذ صار به لأبريل قصبُ السبق فيما يجري .
... ..
من ذات خضرة النَّار ،
من كمون اليراعة بحرقة النورر :
يفل بالحديد ضعفها من طرقه ،
يظن بالغريق هدنة البحر لما قبل ضفته الأخرى .
89
إرادةُ الشعب
ومن بعده الجيش ،
هكذا صار بك ما كان عليك ،
فسبحانه مغير الأحوال
من حالٍ إلى حالْ .
90
انتزعُ حريتي ،
أدافعُ عن تقرير مصيري ،
تؤخذ الدنيا غلاباً
،تؤخذُ في التأمل من حظها الذكرى .
... ..
أعالج جرحي بالتناسي ،
ألقم العويل حجراً حتى يمسه الناي فيتهدج ،
مثلي لو يفعل الصَّمتُ أكونني ،
مثلها – الرًّيح ُلو انزرت النواطير
اعد الثورة بموعد أخر في حقول الدلالة .
91
ليس على احدٍ
نحيب قلبها المكلوم ،
كمن يستولي على الكرسي ،
كمن يبقى في حكومة الظِّلْ .
92
قبل الاجتياحِ ،
قبل مذلةِ الشكوى :
صار للشارعِ شريعتهُ ،
، صار من سِفر تكوينها منهاج ما به
يقرع الحجة بمثلها .
... ..
من أين يحِلُ ؟
عرقوبها كالمعلق بخطاطيف البرق ،
كالجائش من فورةِ الجارف
و كالمُحِدق بكينونة غبطة الفاحش .
93
من تردي الُمتعَّقد ،
من استفحالِ المأزومْ :
كان وما تداعى بالبلاد من الفرج ،
كما لا يستحكم ُبحلقةٍ نارها
و كمن لا يظفرُ بالجديدِ رددته .
94
تنقلُ السلطةُ للجماهير ،
الزحفُ الأخضر ُللميادين ،
الثقةُ في عون السماء ،
، والراحةُ من رضا الوطنِ عنه .
... ..
في سبيل التحرير
لا خطوةٌ تنصرها الخطوة ُ،
كالموجة اذ لا تنصر هديره ،
كالمدوي لولا ضراعة تفيس هطول المدرار .
95
وسقط الطاغية ،
والذي بعده عليه الدور ،
، كالسحابةِ ترهصُ بتميمة المطر
، كالأفاقِ ترعدُ بقربان المبَّشر .
96
أوُفي لروليت الحظ ،
من فوزها مَنْ زُحزحَ عن الجحيم ،
و عن مغنمهَ والوجود ما تدل به الآن التجربة .
... ..
متى يحين نفده ؟! ،
هل من البداية انتهائي ؟!
أم مِنْ الومضةِ من خاطرةِ المتُكَّلِفِ
إذ يرفع عنه حرج تأكيد ألفتها بوحشة المؤنس ؟!
97
من ربيعِ الثورات ،
من كُوةِ السجنِ الوحيدة :
أتزرعُ بالأمل من تاريخي ،
أتنصلُ من رفقةِ الميئوسِ منه .
98
فريدُ ما حدث ،
ما هو بالمشيئة والنوايا
يظلُ حتى يحدث،
ليكن منه وله عوضُ ما كان ،
ليظل علِّيه وبه نموذج ما سيكونْ .
... ..
كلما من أبريل
ولع المُتقَّصع من وتيرة الروتين :
كلما عن حالقٍ غثيان الأعالي قبل إرتطام المتجوهر
بذات طينة الوطنيِّ .
99
لمن الروايةُ ؟َ ،
تضاربُ الحَّقِ بالحقيقةِ ،
، تساؤلُ الضحيةِ عن شاهدها!.
100
..، مثليِّ لو يقومُ
من هولِ قيامتها ،
مثلها - المدينةُ في قهرِ
سلطانها الجائر ْ.
... ..
متى حدوثي
كالكارثة المحققة ؟!،
متى دحضي لإثباتها من قطائعِ
زلزلةِ
المفاهيم ؟!
101
من شجون ذاكره ،
من لوعة التحَّسر على ما فات
يظلُ بأبريل وحده المأزق ،
يكاد بالمأزق وحده وأبريلُ
مشيئة الأتي .
102
لو عن تبصَّرٍ ما يمضى ،
لو من تداركٍ ما يبقى :
حنينٌ لخليفةِ السلفيِّ ،
وأنين لسؤال الخلافة الراشدة .
... ..
هناك حتى لا يلتبس بجنون الليل ،
وحدها – الحكمةُ ما تراها لتوشك على تفسيري
كالعالم وما يعدها بالجديد متى عنها لا تلوي بالمجازفة .
103
ربما ليمعن في العبرة
من هو لم يعتبر من بلاغة المتكرر ،
أو هو ما يأخذُ في التمادي
من عبثه و فشل المحاولة .
104
من تواترِ الأحداث ،
من اتفاقِ سقوط الحصار :
الطغمةُ لمزبلة النسيان
والوقتُ لتجدد بيعة الثورة .
... ..
للمعاش معاد الممجوج ،
للقضية خروج النَّص عن سريرة ادعاء كمالها
و المؤرخ الشعبي .
105
قبل ان تخرج إلى النورِ ،
قبل بكاءِ الوليدِ في المهدْ ،
كما لا تتصور الخاتمة ،
كما لا تمثل و البارودُ
يلعلعُ بك الآن ، والجماهير ُ
في الساحة .
106
من عهدة المُوثق
إلى عروة الُمبرمِ :
كان ما سيكونُ و يظل ،
عن تجربةٍ ما لا يظن بطلانه ،
ومن إكرامٍ ما لا يملُ استعادة َ
فردوسها المفقود .
... ..
الحواجز تقفز عليها ،
منها و إليه عودة "الإبن الضال " ،
به و لأجلها : " الأب الغائب " يستدركُ
عورة المستهجن بالبيت من جَّنة الجيران .
107
لكَ حُلمكِ الضائع ،
كما لكَ حقكَ المُستلب ،
ولأبريل بعده بهما
مثال الديمقراطيِّ الأخيرْ .
108
ما يحملُ على الجِّد
ذلك الذي قد يدعوك للسخريةِ ،
ما عن أبريل وثورته المجيدة ،
ما عن التشفي بعده على هوانْكَ على الناس
و الوطن .
... ..
ولعٌ من شغف المتماثل ،
للأجدر من معايرة زوال الظل
وللأقدر على الدحض لولا تشدق العرضيِّ
بثانوية فرضيات الأساسي .
109
ليصبح عمّا يُكشف ،
حذقكَ من حزرِ ما يكمُن ،
في الغوير من حكمة الأجداد
وفي البطش بتأريخ ِخيبة الساعي .
110
ليأتي من أوله
من صار في النهاية علقمه ،
غيرها – الوصمةُ في جبين الشعب ،
غيره – السؤالُ عن نكسة الانقلابيِّ .
... ..
ليس من تولى
كمن بالجبل يكمن بالأشراك ،
فيما عن المراهنة حظوة الراهن ،
فيما عن التخاطر دليل قلب المؤمن .
111
من يطِيحُ بالثابتِ
كما لليقين يتزعزعُ بالمُتحول ،
مثلها- الوجود كالآخر في عمر الديمقراطية القصيرْ .
112
بلا أحزابٍ
ولا نقاباتٍ ولا برمان ،
هكذا لا انتخاب إلا لذمةِ أبريل ،
ولا انقلاب إلاَّ على الظالمين .
... ..
للذكرى مواجعها ،
لإلبوم العائلة استعادة حزنه المحفوظ ،
قبل الممعن في مساجلة المؤقت ،
دون المتلجلج من غشاوة يقين الطريق .
113
الدين للسياسةِ
والصهيلُ لمعركة اللَّيل ،
كما عن تدبرٍ معترك المعاني ،
كما عن تدليسٍ تكفيرُ سورة الأحزاب .
114
النيئ للنِّارُ
كالذي عن غدرٍ أخذ ،
كالذي من غدرٍِ سيُؤتي في مقتل ْ.
... ..
اذكريني إن تواريت ،
خلف الأجمةِ أرخبيل المكان ،
دون الدبق حيلولة المضني من عقدة الوريث .
115
الكارثةُ من غرابتهم
و المثال ُمن تدليلِ النتائج ،
كالبرهانِ الضعيفِ على النموذج
و كصلاة الجنازةِ على الجنازةْ .
116
منشقٌ عن أصله
، كمن يمعنُ بالفعل تردده ،
ما يعف عن مغنمه الكريم ،
، ما يسقط ُ و خيانة المترجم .
... ..
يجزي عنهُ القليلُ ،
أقلها أو الحاجة لإختراعه ،
عند يانصيب ضميرها الغائب
في مناحة أربعاء الرِّماد .
117
وماذا لمثله تتوقعُ ؟!،
كمنْ لباطلٍ حقه في الحياة ،
كمن عن انسلاخٍ نوايا غدره المُبيَّتة .
118
يكفي ما يُسدي نعمِه :
الواحُد في معيةِ الغيرية ،
الوحيدُ من غرابٍة المنسك
و الموحشُ حتى من كُوة نورها .
... ..
أفتعلُ بالموقف شكواها ،
تزمري بيِّ إذ يبلغ أقاصي إجتراحها ،
شجوني وقد طفقت بها تتخلق بالأفكار الجديدة
كفتنةٍ طاغيةٍ لا تُقاوم .
119
ربما عن حدسٍ ما يلوي ،
ما يقصد بلاداً ويدعوها وطنه
بها ليبلغ جنة تأويله ،
مثلما لدخيلة المعنى خبيئته
و مثلها لو عن جزالةٍ فصاحةُ العبارة .
120
بليغٌ وما أوشك تعافيهِ ،
جرحُها من توترهِ و القوسُ
حظُها من وافر النعمة ،
بما هو عن إمساكه معروفُ الذي من غدرها
لم يصنه .
... ..
وليس
من شهد الواقعة
كمن يخوضها ،
غيري يستطيهم بالكتابة عنهم ،
غيرها و ما تستطيع خلا شح بصيرة الأعشى بهن .
121
الكَّلُ لا يفعلُ ،
الكَّلُ يقلدُ الفاسد :
التالفُ من ثمرةِ الجهد
و الطيبُ من بذرة الطيبْ .
122
ليكن عن موعظةٍ
درسُ ما لن يُنسى
لتكن علَّيها-للبلادُ مشيئة المستقبلِ
من تارِيخ ما تظل تعاظل .
... ..
بما يكفي من الشظف ،
بمن يشح من ندرة السلعة ِ :
اروجني لزحام المدينة ومزارها
قبل انسحاقي وجذوة الحنين لجهاد الحياة الأكبر .
123
كذلك يُجترح بك المستحيل ،
خلا ما تلقى من خلك الوفي ،
خلا العنقاءُ من أهوال نبؤةِ المرائي .
124
وليكن ْمن الغابر
ما يمضي مكباً على وجهِه
لتكن عن البصيرةِ ما يحلو بك الكيدُ من اجله .
... ..
استحقني رغم تفريطي بيِّ ،
استحقها – المدينةُ بعد أبريل تنطلي بكذبته عليها
كقدر همجيٍّ نافذٍ لا مرد من دفعه او إنكاره .
125
من تربصكَ بأخطائك
نقدك لمرايا ذاتك المتهشمة ،
كما لا يجدرُ عن غفلة تداركك ،
كمن لا يصحٌ بالحقيقة إلأَّ الصحيح ْ.
126
من تفريطك بالفرصةِ الأخيرةِ :
تقديرُ ما سيكونْ لولا مرارةَ ما قد كانْ .
... ..
حين عدت من البئر
كانت الخيانةُ باليوسفية في القاع تقبعُ ،
صارت الغفلة اقربُ من قافلةٍ ترمي دولها
لتخرج من اشطانها قمر الثورة الملائكيِّ .
127
كلُ هذا الصمتْ ،
كل هذه الغرابة ،
حتى ان ظليَّ في الطريقِ
لا يكاد من حيرته أنْ يشبهني .
128
ليس عن تدينٍ
من دان بشريعةِ الوطن ،
كالذي تعرفه من دم المصاهرة ،
، كالذي يعرفك عن مداومة التحميصْ .
... ..
عليك ان تتوخى أحابيلهم ،
قبلك كم من متلفٍ لم يداوي علته ،
دونك – بعد الخيبة ما لم يكن لولا فرقعة المنافقين الفاقعة .
129
ليكن لها ما تريد :
البلادُ التى غالباً ما لا تعود بيتها ،
، البلادُ التي لم تغَّفر لهم ولكنها غفلتْ عنها .
130
ليُمتحنَ من صِِدقها ما تقولُ ،
ليتجلى من هوله نورُ الحق
في هيكل العرش .
... ..
لستُ بيني وبيني ،
إنني حولي بالمدار أترصدني ،
إنها غيرها لوجه الزمن تزمع بمركبة المستقبل
الهجرة إليه .
131
حتى لتزولَ نعمتها ،
حتى لتُحفظَ بالبلوى جديد ما تتعلل ،
كذلك الُمحدِثةُ من بدعةِ ضلالها ،
كذلك و المُنصِرفُ من عراقةِ ما تلوي .
132
...أو ليُنظر في أمرها ،
ما عن عدلها غياب حضورها ،
ما عنها- المظلمةُ تأنيبُ ضميرها .
... ..
قلت أهيؤني
لما لا افعله غداً ،
صرت ما أتوقعه بالفجر
قبل دنو برتقالتها ومغرب اليوم التالي .
133
قبل الانقلاب
نزيهةٌ وحرةُ كانت كما تريدُ البلاد ،
، بعد الانقلاب صارت البلادُ
كما لا تريد و لا يريد العبادْ .
134
الغابةُ بعد أطلاق النَّار ،
الغابة في الناَّر
بعد إعلان وقف إطلاق النار .
... ..
هل تراني اعرفني ؟
أم ترى – أبريل كان في صحبتي
حين لم أكن في غفلة مما تكيد له غيرتي
من عوازل رقيبي ؟!
135
الأمثلُ لا يمثلها ،
، التنوعُ من وحدةِ الموضوع
و الهجين ُغايتي النيلة و مقصدها .
136
لمن باع ولم يشتري ،
لمن قدر ونطق بالكفر :
عقوقُ الغابةِ من مبرةِ الصحراء
وندم ُالبارحة من صنيعة الغد .
... ..
طالما هو ليس كذلك
ارمي بالبهتان عنجهية قصيدتك المتعالية
ثم عد إدراجك و الرَّيح مثلما ، -بالترهات يفعل ابريل
من إعادة كتابة المؤرخ لصدمة المدنية بمشروعها الحضاريِّ .
137
كأنكَ لم تحضر ،
كأن من غيابك درسُ المُوجع ،
، كأن الدرسَ من موجعُ ما فقدتْ .
138
اتركوا لي ما ابقي عليه ،
على المحجة من هدى المُريد
على الطريقة من لبن الحسرةِ المراق .
... ..
كل عام كذبةٌ جديدة ،
كل تنهيدةٍ دعابةٌ لا تخرج ُعن طورها
بالتشرنق داخل قوقعة المثاليِّ الأخرقْ .
139
ما يمكنُ إنقاذه هو :
ما يصعبُ نسيانُ حرائقه
دون وصية من نيرون لروما الأخرى .
140
من ويلاتِ السلام
إلى ويلاتِ الحرب ؛
من تقرير المصيرِ
إلى انفصال الوطنْ .
141
من تحدث ولم يكذب
كمن تحذَّبَ
ولم يخُنْ .
142
ماذا عن "المُفاصلةِ" ؟!
، ماذا ، في العلنِ- عن جدير ما لا يغفلُ
المؤرخ السياسي ذكره ؟!.
... ..
خطوطي المتباينةُ :
سباقي الضاري من دهاء المضمار ،
قبلي لو تحين ساعة هزيمتي ،
بعدي لو عن الانتفاضة انتصار المعاني بالفنون الجميلة .
143
وأبريلُ إلى حال سبيله لم يمضي
لأنه سالماً ، وذكراه لم يعد
كما قد ذهبْ .
144
يناصبني المنصبُ ،
تناسبني عداوته
من غير ابريل إذن
أدل للوطنِ بالترميز لمن هو لا يسقطُ
عن وجهه قناعه ؟!.
... ..
متخطياً ما يظل يُهدم
أتجاوزني صوب بينونتها الفاتنة ،
بالأثر الأسطوري لشطح الصوفي المهذب
و بالذات المتحوقلة من لسعة الحنين لزوايا راياتها الخضر .
145
التهمة باطلةٌ ،
الطائفتان في النّار ،
، فريةٌ لا تزنُ الميزان
وعدلٌ بالقسطاس والمدينة لا ينهض .
146
من توحيد المُتعدِد
:شر ما يُضحكُ وبلوى المُحتسِبْ .
... ..
مُخلخلاً كغيمةٍ
لا يؤقن في أحد ،
مخنوقاً بغصة البصيرة يريدها
لكنها من انتفاضتها التي سوته لا يكاد بهم يجده .
147
هامشُ بلا مركز ،
تهميشُ ولا هامش :
ربحٌ من خسارة
وخسارةٌ من ربح أبريل .
148
كأنه المُنتهكُ
من حظوةِ المُعسرِ ،
كأنه المغبونُ من دين الوطنْ .
... ..
على النقيض مما يبرم
تلبس أجفانه سهاد ما يلتبس
و من غيب وراء غيب يطول به الانتظار أو يقصر .
149
ليس أجدى من ضررها ،
ما لم يأتي بالحقِ بهم ،
ما ظَّل ليفَّرَ من جلده نحوها .
150
ليس غير المُواجهةِ ،
ليس غير الفِرارْ ،
ليس غير أبريل ضدهُما
من فرارها لهْ نحوهم .
... ..
لكل عُثرٍ يزولُ ،
لكل متفكرٍ به ليتولد :
ليكن بذلك من أبريل إيمان البديل
وليكن بالرب سلام النفس المطمئنة.
_
يتبع
_____
6 أبريل 2020م
حي العباسية - القضارف
تعليقات
إرسال تعليق