ديوان : حديقة النبي

حديقة النبي 
مصعب الرمادي 
حديقة النبي
_____________________
الكتاب : حديقة النبي 
الكاتب : مصعب الرمادي
تاريخ الطبع : ديسمبر 2019م
حقوق الطبع والتأليف محفوظة للمؤلف

__________________________________ 

الى صديقي الشاعر السوداني المهاجر والمقيم بأستراليا / عاطف خيري 
_______________________________________ 
قريباً
_________________________________________

1
سيدني .. الثالثةُ صباحاً
في المُدرجِ الرَّابعِ ؛ تصطكُ الإطاراتُ بالأرضِ
، يرزم ُمن الطائرةِ الصوتُ ؛
يسكنُ من غورِ نفسه سحرٌ لجرسه لا يسكن
، كأنها غاب قوسين و نذهبُ
، او كأنه هي لما بعده  نهاية أقدارها
 المحتومة المُهلكة .
... ...
هُناك ، خلف ما يترأى باهراً من النافذةِ
، خلف ما بعدها وما يُرتجلُ بالنَّصِ من خطبته العصماء
: تنقضُ  عليَّه القارةُ كزهرةِ أوركيد فريدة
، هكذا كأنها مثله – استراليا ،
 او ليقفز نحوها كالكنغر ضارباً مع السلام موعده مع العشب
، آخذاً من مماحكتها تلكؤها والصَّباحُ
 ذاك الذي على تغريدة ٍ ناغمةٍ يبرم موعدها
 لفتنة حديقتها النبوية العابقة .

2
بكاملِ ألفتها – المدينةُ
بها أو لهما إن شئت تظَفر ُ
، قليلٌ من كثير ٍما تصيرها عنها ألآن لكي تحلم
، ما كان عليِّه دُيناً على رقبة
ما لم يسدد خطوتيَّ للإمامِ
،اهٍ كم انه بيِّ كما جاء إليها
 وكم  بها قد رَحَلَ  بعدي عنها  قبل دقائق
، قبلهم او بعدها في الاختلاف الجميلِ
على شاكلة غير ما استطاعتني رغم مكيدة العدو
، رغم ما لهم مما أجازه بالفضُل من سجية الآخر
، او بهما مثل وردةٍ  في الصقيع
مثل رؤيا ما لم يأتي بعدها .
... ..
، هكذا من حنينها إلى هدى البصيرة
أو لهما من دمعة ما اوشكه الأنين
 لولا اجترارها لسيرة  التجربة .
... ..
بعد خمسُ دقائق
سيفرغُون من تفتيشِ هُويته الوطنِيةِ ،
، دمه ولونُ عينيه وابتسامته الذابلةِ المُطفئةْ
، بعد دقائقٍ ، سيقول شكرا للرجالِ الجماركِ
 البسورت سليم ٌ وبإمكانه أن يذهب
، سيوغل في التيه وسيرمي باللوم على ليلة الصيف التي  هجرته به الصبية
وهي لا تكاد تزعن في الممعن من دالة الوطن على ما تدل .
... ..
يقول :
هكذا أنقحني لكي اتفرسها/ البلادُ، في دقتي
لذا ما يصيبني بها سوى هدفي المسدد نحو طرائدها
لذلك هل أقول في سري و له / اللغةُ – عند باب المطارِ
: المهاجرُ، أكثرَ من نصف عمره بذاته
، الشاعرُ والنبيُّ و الصعلوك الذي سولت نفسه بثلاتهم
 جرائر الهجرة الغير شرعية ؟!
، هنُاك ، هُناك في محضرِ الرفو
المغامر ُالصَّغيرة على النيل بما اودت قريحته بروح البلابل
، كالهدهد الذي للنمل السليمانيَّ قد قارب المقارن بشبهة المدان
، هاهو عن توريةٍ كأنه ما لا يريد بما قد غادر من متردم داره
، هاهو به الملاح التائه من نسل نوح و عاد يعود
او يرحل كالصقر السدوميُّ الذي هوم في التيه
على خرائبٍ و أعاجيبٍ  وبلايا مُفجِعةْ .

3
على الدرج ِ؛ كأننيِّ لم أهبط
أو كأنيَّ لم أُكن في حلٍ من الدرج إذ أقلعُ عنيِّ
هل لذلك فقط قد صعدت روحها بيِّ
 إلى نسغ الجمرة ؟
، أم إنها لما يكفِي من الندب أوجفت خيفة
ان لانلتقي بعدها ؟!
، وهل بذلك فقط قد حدَّثتها بالجهادِ إمرأةٌ
من عُجمةِِ همسهن المُعلى حتى ليسقطَ من دعوى ما يريدها ؟!
، ربما ، وهو يكمنُ في الصَّمتِ والتأمل يتعهدها
، او ربما بما آنسته -الحبيبةُ على حقيبة سفر الغريب يألفه
، او لذلك لربما  قد صار من الممكن ان يستحيل إلى زائراً خفيف ظله
 يحب الحياة كما يشتهيها بطابية عبدالقيوم ودندنة العود
مع اشعار خليل فرح و طمبل والمجذوب .. الخ .
... ..
يقول : - واجتهدت لكي اماثل موهبتي
،  ظلها صار اكبرُ من ظلي في الجدار
وكفي بيضاءُُ كما ترى القيها على الملأ
، فهل كنت مثله كالطفل الخائفِ
يتمثل دور البطولة ؟!
 كأنه او  قصةٌ عن الحب خاسرة ُ
 ما كانها بما لا يدركُ  البعض في الصلاة
حائلُ من غموض اللَّغة في  النَّص
كذلك ما يوغرُ صدر الخبيئة اذ عنه
يتحقولُ من لعنةٍ لا يمكن الآن تدارك مآلتها .

4
اذكرُ ؛ قبل ان يندلع َالوقتُ في اربعاء الرَّمادِ
، وبعد إن صارها كالمدينة بمن لا يشبه الآخر 
التقيت بعاطف خيري على أسلاك هاتفِ
، اُذكرني وهو  العاريُّ كأن صوته بئرٌ من حشرجةِ التميز
،كأَّنْ ما قدر لشك يوارب سؤاله
 فيما يقسم اُلله طريقاً لطريقٍ لما نسيره
، ولو ان يدٌ تمتد لأبديةِ ما يصيرها
لكان قمينٌ به ان يؤرخَ بستان عرفانها - الوطنيةُ
، و لكان مفترضاً قدر ما توغل الدراما في صراعها
 قدر ما يكونه و مصرع البطل الملحمي في العاصفة الهيمروسية
في الأثر على جرسه او  وقوع الحافر ِبغيرها .
...
اذكر من ذلك ما يكفى
لكي يتحرر الضدِّ من مثيله
، ولكي  اذكر ما من تاريخها ما يعرج ُعن لاوعيه
، اذكره ولو  أنْ ليس بها سوى ما ارى
، سوى ما أضحى عليه شبهةً
 لكان من مفاصلة الغير منازلة الرِّيح في الريح
، و لكان من يدي في العتمة
ما صار ليمتد له حتى كأنها
 لم تكن هناك .

5
-سيدني ام مروي ؟!.
-بل نوري 
، يقول
... ويردفُ ذاهباً مع غيمةٍ متُبرجة كانت احق بالمعروف
من اولى قربى :
- هل كنت احلم  بكريمة ذات عويل من قطار بعيد ؟!
، ويضيف : هاهي المدينة الأثرية المنطمرةُ تحت رمل القصيدة .. تعرف
، الوطن المسجونُ في دخانٍ سجارته في المطار
يا لهول ما كان من قبل
وما صار من بعدها في الذكرى
، حتى كأني صرت ما اخشى عليه منه وهي تظم غيظها
المتافقم من افريز سيارة الأجرةْ .
... ..
وحين ادركني الحزنُ
قلت له :
كم يبلغُ الجُرح ؟!
قال : مقدار خردلةٍ من نسيانه
قلت : والهُوية ؟
قال: توُغلُ فى دمك كأنك ليس منها
وتولدُ فيك ، كذلك - كأنك بعد لم تولد
قلت : وكيف ستبلغ توتر قوسها بجُرحك الذي لا يندمل ؟!
قال : كذلك ، يقول المخلوق على هينٌ ،
 ولكن ، هل اعترف الخالق ب به اولاً
ام تعرفت بها علىِّ واكتفيت  ؟ً
قلت : كفاني بك ضحية
بمن قد تخلق على شاهدها
، وغمغم في خنقٍ لئلا يفر من قفصها طائرُ البرق
، ومرت بلادٌ بها تستغيثُ من فتنتها
كأن يد همجميةٌ قد عبثت بأقدرنا في غيابه
فكان كلانا فيما يضمرهُ الطَّريقُ
طوقُ الناجية في بلوغ ِنهايته .

6
استيقظت فجأةً من رفو فخارها
حين لا حاجة للوَّلدِ الغُر أن يزهد
من مضاضة غيه و المدينةُ
صبرت ونلتها ، ولكن لو أصل .
،هكذا به تظلُ القصيدة ُ والشعر
بينما لهما يسخر ُمن مفرها زمانه المتمرد
، شاهقٌ و سكينة الفجر على خاصرة الليل
، باذخٌ كأفاويق شعرائها المنسيون
 في هامش القيظ ِوالصهد
ضجر ا بها والنيلُ متبتلاً بإسرارها
فيمن هو في حل من تدارك غفوته في الزمان .
... ...
لو ان  سيدني تمنحنه تأشيرة بعثها المتجدد
، لو انها بيِّ لم تفلت من قبضة الماء
او ترابها مثلما لايتخلق النور في النار
، مثلما حاجة ٌ للطينِ سوى ما يتسكع
من قمر ٍاخضر على شباكه المفتوح .

7
أكاد أرى خلف حجب الغيب
: زحامٌ من الخلق على بابه
وأكادني فيما اراه خلسة من المصادفة البريئة
 غير اني ما تمهلت قبل رجفة من صراط الهالك
، سوى لأن أتنادى بيِّ من صياح اوشكني لولا رأفته
، لولا  أنينها و البواخر في ظلمة المستعمرة
، هناك دون ان ما يستريبُ من نظرة المُتفَّحص
الوحيدُ الذي راى بأم عينه ماكاد من هوله به لا ُيرى .
... ..
ومن جذبِ ما تغوي دعوته
الى جذب ما يغوي  دعوتهما، قلت :
هل من تأملٍٍ بصير خلا ما يجهزُها
من أرخبيل المكان ؟!
خلا ما هو عني
هنا من هناك وليس خيرها- المدينةُ غيرها
... يقولُ
ما هو ليأخذها لدليل الغياب
او يحضره في حضرة الكشف
درويشها  المتجول في مهب ريح تاريخه – العالم .
... ..
وكان ان اسفر الصبح عن المدينة
كما ليس عنه تثريبُ بلاغ ما يمسكه عليه من بخلها
ايةٌ من خلق مايرث الأرض ومن عليها
كأنما عن
او كانه ما بمن

8
وهكذا من نموذجٍ
 صارها بما ليس عن غيابيِّ
  ما هي ما لايحتذي خطوتها في حضورها
، كمن ليس من مدركٍ سوى ما يتصَّنع
، او كأنها عن هائلٍ
 كما لم يكن من  فراغها و الوحشةِ
في صراط الحبيبة .
... ...
 هكذا صارها -  الغدير ُ
نحو طريقه في النَّصبِ والغَّي
، و لكن هل كان مِما لم يحن أوانه
غيرها ولو عنهما ما تبرم حانقاً من وصوله ؟!
 مثلما لو ان صبيةَ من النافذة تلحق  " بقطار كريمة "
، مثله - لو انه باللغة في اعوجاج ملاحة الرطانة
ما غدى يجملُ بالدارج ِعن مقالةِ البلِيغِ المُدِِلْ .

9
كثيرٌ عليِّها لو تجاسرت
، قليلٌ به غيبةُ الظَّنِ ، مثلما لو به يجدفُ
 ، بهما بما لا قبل للشعراءِ بقنصلية التابع
، او كأنه من بطرٍ قلنوسة الراهبِ
بما هو عما لا يحذقه وجهتها
: البلاُد التي تشتكي من راهجِ لسعته
، سياطها في "عرضةِ" فُروسية الأغنية
: الوطنُ الذي يتخلقُ من شاعرها / سلطانه
أوهى من بيت عنكوبتها
هل هي – ما  كأنها حتمية ما تفترضه
او  هو كأنهما مجازين
على نقيض لا يصدرُ عنه ؟!.

10
كلانا في الهمِ شرقُ
، كلانا أقولُ ، -كلما انعطفت شمالاً
 لئلا المدينة في القلب تصحو
، لئلا شاعرها بالوجد يجدفُ
، انا لا سواي بها في الليل ِ
والنبيٌُّ في حديقته يلغو
، كأن عن جارحةٍ ما يستر الُعري
، او كأنها ومن يسلب من تبصره الرِّيح في التّّلْ.
... ..
قال النبي وهو يحدجُ الأفق
البعيدُ هنا ، و ها هي السفينة تأتي 
لكن عاطف خيري يقول :
كذلك من الخير ان لا ترى غيرها فيما تريد
أراك غدا في "المسرح القومي "
وكانه ويردف:
- اراك كمن لا ترى أم درمان
وهي – لها ما من الحظوٍة ما  للبِركةِ في المتحرك
، وهي به ما عن  حصةٍ  صويحباتُ الحبية يهرعن
، او كذلك من  جلوس الركيكِ من لثغة المترجل
،فعل غير يفتعل طريقه من طريقته
  بها او له بمن عنهما لا يعتمل .


11
أيُّ نبيٍّ تختارهُ من الشجرة ؟
،  أيُّ ثمار ٍحمراَء تقطفه كخطيئة محببة ؟!
، ايما يدخلُ في اشتهائه الوطرً عن الرغبةِ
:  كأنما لا ضالة من سؤاله غير تكرار الغاية ؟
، غير توحيد الأعالي
في صعقة الوجود الضاربة؟!.
، كأنه من سليمان و نوحٌ دؤواد وذو الكفل
ومحمد و عيسى ابن مريم  ويونس وهود ووو الخ
عندما من لدن آدم حنين القطا و شجن الناي والطمي
،عندهما لو عن سروةٍ جذوة النائي
او هي بها تحرر ال من خلاص

12
هكذا وبعدها إلى ما يشاؤه
، ما علمته الرماية ولم يرمك كما لاتزعم
كما لن يمر بالسعفات
من طلع غير محاق الُموسم
، غيرها او ما يظن البعير في الصحراء
 غير ظعن الهودج .

13
في جسر هارفرد قبل دار الأوبرا
مضيناُ ، -من مخيلة النورس واثقين إلى سيدني
،كان ذلك الغريب ُعن بحرٍ عامرٍ يعتمل
، كان عن خلسةٍ من  طريقها الثالث
يجترُ خيبة وعدها - الديمقراطية
، كأنها بما لايظفر  به الليبراليُّ المٌهذب
من نبيذ ما يسكر عن رغبة التحول
، ما وعنهما جائل ٌبمواجدها
ضراعة الكفِ الرحيمة
لسيادة كفه القادرةُ السَّيِدة .

14
وفيكَ من النبيِّ شُبهة ما أنفلت
، قلت : وعاطف خيري
قال : كذلك يفعلُ جبران وطه حسين
 والعقاد وفدوى طوقان ، والبقية .
هناك تحت أضواءها - المدينةُ الجديدة
كان من اللائق ان اجتر تاريخها
ولكني تصنعت البلاهة فقلت :
 هل كنت تعني أورشليم
قال :
كذلك هو / غيرها- النبي
عندما هي - البحرُ والمدينةُ والتل
قالت : ليكن له مايريد
وطفقت ادحضُ حجةَ المعنى 
 لئلا يتهمني المؤلف بموته
، وحتى أظل على أهبة الصعقِ
متى ادركتني قصيدة النثر
،وحتي يظل بها مريداً لغيوبة مايتحرش بالشجرة
تحت شباكها والقمرُ على شرفة النهر .

15
 هنا في سيدني
و مالبورن و بيرث و اديليد
ونيو كاسل ثم العاصمة كانبرا وو ...
:كأن ما صار على حقيقة التقدير
، او انه قد كان على جنحة ما عن زوله
 قد يجفل الظل
، الحائلُ بينه و همزة وصل النبوة
كانت
....
إذن لمن المكان في جذورها الغائرة يطنب التسول ؟!
،التسلل من تثاؤب النعاس الخفيف على

16
لا اذكر من ضجيج المول في سيدني
 سواها و ما قد عرشَّ على التاجْ
 ، سوى مرافعةِ الملكة فكتوريا بسبايا المستعمرة
،كذلك لتتذكرني المُشرفة في البر على غرقها المؤكد
،سوها من شطح الصوفيُّ عن تفقه قشة الُمتذَّرع
، كأنها و عاطف خيري لولا ما يظنُ بها تالفٌ
،لولا ما يمسك سنارة ويغمزُ الظلام بلعنة المتحضر
، او كمن بنوال الرغيد دِعة ما يُحب ليُعاش
كأنه ما عن مُلكها يأخذه بالظن
،لئلا جلبة عن الوصول تُدرك متاهته بها
او لئلا من مخيلة لاتطيعه غنائم المغامرة بالذي هو من يصيرها عداه .
... ..
كان ذلك دون إن تسرح ُالجنود للحرب
، دون ما تجاسرت على المُحقق واقترحت
كأن الأزهري في حديقة القصر ألان
من يرفع العلم الوطني
قال:إذن ، لم تكن موفقاً من بعد
قلت : او من قبل ، كلٌ يأتي من بعضه
 كذلك لا يدخل الانتهازي بيننا
، ولذلك ليس من مزحةٍ ثقيلةُ الظل
سوى ان نكون ولا نكون
، احتمال على نقيض ما سوف

17
ليس من هنُاك غير ما هُنا
، قليلاً و يبلغُ من حلمها غايته
، قليلاً ويسهرُ عليك أعدائها ويختصمون
،ما هو عن  شواردٍ ما هو من مطالعٍ كمال من يجلها
، او هي من نافذةٍ مفتوحة على مضافةٍ
على عروة السيف المدكر
 لسجال القبائل الباغية .

18
من ويلز الجنوبية الجديدة
،نحوها ، يقول : من ويلز الجنوبية
او  ما يبلغ منتهى ذروة صراعه
فيما هو عنها يكمن في الضعف بنية الثاوي
هل قلت لذلك لعاطف خيري أدركني حتى لا أنجو
، كذلك صار عليِّ هينٌ لو عنه اتهم بالمس
، وهل من اللائق حتى لا
لو كان بي شبهةٌ من مغترب
لعاظلتهما في الحنين الى ما لا يؤرقني من
لكن ليِّ من الغابات والبحيرات البعيدة
والجبال الرمادية والانهار
 ما يجعل من استراليا قبلة ما
لكن من
... ...
هنالك حين يفترضً بالفكر ِ أن يؤرخَ لحظته
، هناك  لمن لأجلها قد يذهب و الشاعر في القصيدة
: يعود  بها او لا يعود ليؤخذ بهما و ما يؤرق
، او هو ما يسكن من لبس الوجودي
رعودها و ما انزل سلطانه من لعنة الآلهة .

19
كأن يمضي الوقتُ بلا طائل
، كذلك عن تقديرها تقديمها لمنصة الشنق
بما عن شظفٍ ضيقُ عيش ما كان
ما هي - عن تقديرٍ خاطئٍ تورطه في حب الوطن
او كأن ما يجتهد عن مثابرة
...
وكان لعاطف خيري
ما كان من رهان الخسارة
، ما ظل من تقدير الهدر
في شباكه عن قمر الأنبياء
، ما ظنه خلا ما توافق بها المنصف ظلم البين
قبله او بعدها – الحبيبة ،و المقصف
حتى
او  نزول الملائكة عليه .

20
مثلما من الحرصِ تقدير ضرر  التالف
، كذلك من العنت تشَّجم ُ كدر ُالغوير
، كالحرز ُفي منيعِ ما تحَّصنً عليها حصنها
، او  هُناك  عن " كتابِ الحنان " من سؤاله - الغريب
حينما لا نازلةٌ تضيقُ بسبيل الفتى
،غيرها والمُفَّسرُ غموضً كيمياء ما يُشغلُ
ما يحِسُها و حنين العودة لأصل النهاية .
.... ..
لو حجةٍ على ما يبقى
لكانه - هو ما قد يخرس فريةَ ما تقصدْ
،و لو هي -منه أو لديها ما صار غيرهما
لكانهما من بحثها عما لم يُرى
، لذلك به قد يضل سواهما مما هو ما يتركه
،  لذلك ..او بالذي له عنها ما يجهزُ  بها
من براءة دمها من الذئب
او عظيم ما يقسم به المُرَّتدْ .

21
جبلٌ على بحرٍ
في الطريق الى الخلوةِ
، في الخمارةِ وقطها الأسود في اليقظة
، تذكرُ ، ربما لو من هلاويسها
ما عنها او من سرداقه نوم  الحالمة
، هكذا كما تتعود ُتقوله الحقيقة
مثلما لامحيصَ من ظلمها سوى ظلمك
، سوى ما قدر المُطفف ميزانها من عدالةِ السماء
،سواه - كأن النبي في الحديقة
كأن من قربانه بشارة الخروج
كأن خبائه من دخولك لقداسة ما لا تراه .
... ..
هنا من حنينٍ يخُصها بالقيام
جلوسك على رئة المادحِ
 ، تلمظها على صورة الآخر
، على نقيض من هيكل العرش
كرسيه ونور ما ازهق في الخرطوم  موداتها
، قديمها او هي من ازل المستحدث
مثلما عنكما سلام الله ورعايته
مثلها و  الغواية قيد ما قام به
 فاسقط لذلك عنها .

22
السيناريو المُعد لدورها
، لليابسةِ على جبل المُوكب
ريثما هي من ندم ٍ حسرةُ ما لم يكن
: دونه واللغةُ في استشراق ما تُشرف
علِّيه او شرفُة على مضض ما لاتشرف
، في الريِّح  ما قد تنتظرها و صليب نبؤته .
... ..
تحدثنيِّ عن الأدميرال و اسطوله الملكي
، تحدثني وتسهب عن العاصفِة في ذروةِ مخاض التحًّول
، هناك ،  لو تأنيت لبرهةِ وتأملت للنورس في البحر
، هناك لو كنت  ا تهَّومُ مثله الان كقبطانٍ
، مثلكَ لو يلافيه في زحامه و  المدينةِ
محبة للعالم  والقارة  في سلامها المُفترس .

23
فتقٌ من رتقٍ في العتمة
قلت : هل يفلحُ ما خاب عن وجهته او تعثر  ؟!.
قال : كذلك هو المُغترب ، ولكن حذاري ان تفعل
قلت : وعاطف خيري
قال : ليكن ما يفلح بزارها أو زهرة الشمس
قلت : لكن  النعامة في الوسادة
او كذلك ما ظنه غيري مثله
قال : فلتختبئ في ذات خضرته
حتى تبحث عنها .
وافترقنا
، والحق أقول إننا لم نلتقي وجه لوجه
سوى الآن .
.....
هكذا عن كوتها  او سطوعكَ
كما هي تريد من عاطف خيري
: سطوتك مثلما نورها في مشكاة ما عنهن ينتحب
ما بخوانٍها سهرة شمعته الخضراء
، شمعدانُ قداسها في كاتدرائية ترانيمها
او لهما لو يمشي على الماء
، كما هو عن تصوفها كرامة ماظلت بها ام درمان
عن وجدها .

24
ليهتم غيرها بها
، دنيا وما أزهق دم القلعة غير فرسانه
، غيرهما او في اللَّيل الأخيرِ حتى حناء العروس
حتى زغاريد السهرة في البحر
، كأنها وما يحدسه النبي من كرامة الهجرة
، من نصرة المستضعفِ قيد حمامة الغار
، قيد مراوغة اللجينِ في فضة النور
او عنهن لو من
...
ولك وجهٌ من ظلِ صلاحه
: المصطفى حتى من كرامة الطيران
، الإنسان كالنبي على حديقته
من ارم ٍ وسدوم  و بيزنطة و بابل وو... الخ
، كلها او جل ما لن

25
وقد الواح ليِّ في المرايا
مثلما لا احد يغشُ حليب تصوره
، مثلما في الغدير مما لايفرط من مغالته – الصورة
، في السطح كما عن عمقه – النصُّ
او ليكن ما تفسدها الترجمة من خيانتها
او عن اعتباطه / اهتبال القصيدة
 سانحة لما عنها لن يكون .
.... ..
ثم ان لها من توبةِ الحانث شهوة الفاسد
، داكن ٌلو يفعل العدو في الجبهة
، كالحٌ وما تذهب غيبوبةٌ المتوتر
في فلاح ما لايُقصد .

26
من دسائسٍ في فصيل المُواطنة
، مشاربٌ او منطقُ واللغو من عمل المكتوب
، كذلك مكتب ُما صارها او رد قضاء ما يمسك
، لطفهن او لو هي قد تمادت بالظن عنهن
او به- عجمةُ الأزقة مسجونة في حنينك .
... ..
ولذلك كما الأغنية في الكأس
، كما الخدر في أصابع الرفو
،مثلهن لو يقدرن عن درك المقدمة
 لو من مؤخرةٍ مصرعُ بطولةِ الفادح .

27
ولما لم يباغتها بالسلامِ عند البئر ارعوت
، او لما ليقل به الرواي
خلفها و ما عرَّش عنه النسيان ارتوت
: القرويةٌ في صعيد الروح من دخانها – القرى
، الوحيدةُ من سلالةِ ما اخذها باللؤم و الدسيسة
ريثما قبله / قُرطبةٌ من مكر ثعالبها
، ريثما ما خلا من بها قد يتكبُ الدرب عن سؤاله
، مثله لو يحين مآلهن من زوالها
 او يماري به مظنة الجار .
.... ..
هكذا صار للمُهاجِرِ بيتٌ هنا
، في المنفى وبه حتى ليزعم عدا ما يزمع
، عدا من يبلغ منتهى علمهن
، في البذاءة لو قليلاً عن المجارة يهجو ذاته
لو عن ختلٍ فادحٍ يدركه المفكر بالموت
في حنينه لتراب الوطن .

28
وليس من سيدني غيرُها في الفجرِ
ليذكر عن عاطف خيري ما لا يصفهُ الملاَّحُ التائهُ
، لذلك مايسعُ الضيقُ سواها من فرج الضِفة
او ليكن من غيره – المكُترثُ لدوراه والبحر
كمعلقة الأوائل من قلقٍ تخلقه في القصيدة . 
... ..
لا اذكرني الآن سوى ما نسيت
، سواها و ما تجهله مما بهن قد يُمحصني
 او له -جنرالها في ذروة المعركة
، ما كان هو غير ما صار بها
او لتسير به الرِّكبانُ في وحشة المُدرك
: الكولونايليُّ حينما تثكلُ به مشيئة القارة
، والكفاءةُ من تكنيكهِ عندما من خيبتها
 ظلالُ ما لا تسعى إليهْ .

29
يحجب النبي من أنانيته حياة لاتبعث بالرسول لغير ذريعة المعاصر ، كانه ما كان ليلمح بما لا يشيه  سوى الذي يلمحه والذي عنها قد لا يعطي لمباحث ذهاننا الفلسفي رعدة المقدس من ترقيب الوعيد لترهيبه ؟! ، من هو ل

يناير 2015م
وزارة الثقافة والإعلام – القضارف








ديسمبر 2019م
 

الصحافة شرق - الخرطوم 

تعليقات

المشاركات الشائعة