ديوان : New York City grave digger
New York City grave digger
مصعب
الرمادي
New York City grave digger
____________
الكتاب : New York City grave digger
الكاتب :
مصعب الرمادي
تاريخ
الطبع : نوفمبر 2019م
حقوق الطبع
والتأليف محفوظة
_____________________________
إلى / غادة
علي البدوي
____________________________________
1
النبيذُ في
وردةِ الوداعِ ،
الدخانُ
كالمدينةِ في القيامة
مثلما لا
تضِنُ هجرتُها بموعدِ دفن موتاها ،
مثلهما و
الطازجِ من حُزنها كلحم قديسٍ حيِّ
كمعدنٍ
طِيعاً في رعونةِ الاسمنت .
... ..
هُنا في اللِّيلِ الغريب في نيويورك
كُلما عن
تقَّرحِه تعولُ بخيباتها الإنسانية ،
كُلما عن
عزلةِ الكائناتِ تيهُ المُنقلبْ :
في جحيمهما
و الحياةُ من مكرها لا تخاتلها ،
مثلما لا
يجاريها من عبثه و المحاولة ،
ولمثله ومن بها والنخبةُ ما لا يعود .
2
أمريكا
أمريكا أمريكا
تصعرُ خدها
للناس- المدينةُ ،
هكذا
تكونها من حدوس الرؤيا ،
وما يأتي
من مغامرة كشوفاته
من بوصلة
المنحنى عند رابيةِ الحتفْ ،
في دوار
البِحار ِالمالحة الغائرة ،
في إلحاح
شحاذها في تهاويم الكارثة ،
من هستريا
الرُّعبِ في الإنفاق المظلمة والأزقة
في
استعلائها عليها من تاريخها وارثها وذاكرة اللصوصْ .
3
الرسالاتُ
متجمعةً
لا تألفها
في نيويوك كما لا تكون ،
كأنهما
سماءٌ معصوبةُ العنينِ تتنكبُ بصائر حيرته ،
او كأنه ما
لا يظفرُ بجديد وعيدها وترهيبها لجنته او نارها
في الفرح
والمكره، هنا كهناك ، في الزحام ،
على صراطها
او مشيئة نيويورك .
... ..
يغفر اللهُ
خطايا حفار قبورها
بيد انه لا
يغفر لها
.
4
عن كثبٍ
يجترُ البيضُ ملهاته
على وجومها
المنتحب- أجراس الكنيسةِ ترن ،
عنها و
العائلِة صليبِ ِخلاصها الأبقى ،
عندها او
سحنة السُود المُتعجرفة ،
او هي من
طبقةٍ تنصرها طبقةُ من حقارةِ المنبت
في الرحيل
قبل يأسه بالوصول
ومن سيرتها
السيئة في رداءة طقس المُصاهرة .
... ..
لمن هذه
الأرض ،
لكشَّافٍ
نزق العُري و الرؤيا
ام لنبؤة
الرِّيحِ من سماء عزلته الباذخةْ ؟ !.
5
مواطنٌ من
الدرجةِ الثالثة ،
أكذوبةٌ قد
تنطلي على الحضارةِ الباردة والديمقراطية
رأيته الآن
هنا ،بأم عين اللاهوت ،
رأيتها –
المدينة ُفي اللِّيل وشاعرها ،
العمياءُ
عن تبصر انحطاط معاصرة الورَّاقين ،
في الحبرِ
الذي يحترف المدرك المهروق بما قد تخسرها ،
ما بفقدها
من تقادم الأماد عليِّه
سقيفةَ
قبائلَ الدم الأسودُ الفاسد .
6
السناجبُ
بين أغصان الشجرةِ ،
من راح
عنها كمن غدا
خماصاً
تمضي قوافلها في الشتاءِ والصيف ،
بطاناً
نحوها تعبرُ كمن لا يألف حفيف أشجار الصنوبر
كأن به
جِنةٌ بما هو قد يلمسُ فراغها- الممسوسُ ،
ما يظن عدا
ما يوشك مضمار السبق في الحديقةِ الكُونية
في تقديرها
و وما يحسبه العاشق من تفريط شكة ضريح قبة الرمل في عقربِ الوقت .
... ..
من نفوذ
القوي
:
طبلٌ أسودٌ
في الجبانةِ يُرزم ،
ضعفٌ بيّنٌ
عن ضالةٍ
ما هو عنها
يطلب ما تسعى إليه ،
ما يسعها
او ضيق عيش الُمتذمر ،
، كأنما من
محض ما يلغ في اناء الهيولي ما لا يجرأ عليه ،
كأنها به
من اجتراره اغترافه لجنحة هذا الوهم .
7
في ليلِ
الجنرالات البهيم ،
قبلها او
بعدكَ عند تخومها/ أمريكا قبل تصمتَ إلى الأَبدْ
قبل أنْ
تُؤتي علِّيها بمن لا قِبَل لصنيعها كما هو من موبقاته
بمن ليس من
حصارٍ سوى حصارها بها ،
بمن هو
عنها ينسَّلُ في العراء بمن عليّه يسدلُ جفنها ،
بمن هي ما
يغطُ في النوم ِ حتى كوابيس ما هو عليها
من غفلتها
لا يراه
.
... ..
- الحيُّ
أبقي من الميتِ
وتقولها
والخيبةِ بمنعرجات المضيقِ ،
بما ليس
يدلُ عن انحسار تنورة "الفاتنة "
عن عار
ٍمثلما لانجاة
من خدعة
المفرزة في الجوار ،
مثلما لا
سلطان للحربِ سوى جعجعة السلام
سواكَ
ونيويورك من مخازن السلاح
حتى حفار
قبورها في دركِ نهاية العالم .
8
كل هذه
القذارة
ولم يفلت
العبيدُ من وعيدها ،
كلما من
أبراجِ المراقبة يهرب بها السجناء
كلما عن
سيادتها المُذلة يتملظ ُ
عنها-
المتحررُ ويُبرطم .
... ..
كأنه
نيويورك في كفن الموت تُشَّيعُ
كأنها –
حفارها في حنوط القانطة
قد يدرك
بها جنح من الليل قبل ركعةِ السهو الأخيرة .
9
عن فضائلٍ
مغشوشةٍ
لبنٌ على
عسل غفرانها ،
الزجاجُ
دونها أو فستق العبيد ،
السوُد لو
تفاضلوا عن جسارة ِ"فشخرة "الأمريكي ،
لو عن
الأفاويقٍ وحدها ما يظل يلزمها في غيبوتها و سطوته ،
أو ما هو
بالذي يبغيه بدلاً عنهما كالذيِّ بها لا يكُونها و العُنصرية،
او ما يظنه
بالمؤانسة خلا ما يميط قناعها
خلا
منافحةِ مواعظ "مارتن لوثر "
و
"جورج واشنطون " "وولت يتمان " ،
ما عنها او
له كفاية الفقير و صرخة المستغيث وو الخ ،
لذلك في
العدالة والحق جحافل الحرية تمضي
لذلك في الجذع
و الرغبة هستريا جنونِهما تتفاقم .
10
قشورُ
الحضارةِ في لُب العائلة ،
في الهواء
ِ المكَّدس الذي يضربُ أرخبيل الرِّئة َ ،
من حفيف
مديحها من وخز العملِ ،
وفي الكسل
اللذيذ وهو يبلغُ ناطحات سحابها،
في التراب
البليل من خيال الذروة
الى بداية
النهاية إذ تثكلها به أمها .
... ..
كأسٌ هنا
،له ما يزال ،
لخَدرِها و
الليلةُ الماجنةْ ،
كأسٌ
لنخوِة القبطان ِمن هلاك اليابسة ،
كاسٌ
للبحرِ في زرقة المائجِ في عيون هلاكها ،
كأسٌ
للمائعِ كنيويورك
في مقبرة
حفارها
.
ديسمبر
2014م
السفارة
الأمريكية – الخرطوم
_
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق