ديوان : أقاليم الآخر

أقاليم ُالآخر
  مصعب الرمادي

أقاليمُ الآخر
__________________
 الكتاب : أقاليمُ الآخر 
الكاتب : مصعب الرمادي
تاريخ الطبع :أكتوبر 2015م
حقوق الطبع والتأليف محفوظة للمؤلف
____________________
الى د./ علي حرب
____________________________

أبجد
(
أنا تاريخٌ ..
وهو تاريخ
وكلانا يزورُ تاريخه ،
ليلتقي الآخر
في اللحظة التالية !.

(
بين الجزيرة المنبسطة بيننا
تتسع هوة المنفى،
تخلعُ الكلمات قمصانها المشجرة
لتهبط في لجة القاع غربة كبرى
وعواءٌ جليل !.،
 أفقد معناي عندئذ
وأكونه ويكونني :
رجلٌ غير مشتملٍ بالوضوح
وغير مكتنز بغموض الحقيقة .

)ت)
من بين تفاصيل كثيرة
أكتشف علاقتي به
أرفع أمنيتي للفراغ وأرجأها
كي أراه ،
مثلما لا أديم النظر فيما لا يملكه الآخرين
ولا أجهر بأسرار حبها المترف الجرئ!.

(
قال لي :
(لاتكن مُنشئ المبني
بل كن سيد المغنى
و كروان الحضور الطروب!.)
فقلت : لكن العلامةُ :خارطة المعنى ودالته
والعلاقةٌ : بينك والعالم
محض حنين لاكتشاف الآخر
وأقاليمه !.
ولم نلقي بعدها .

(
الحوار هو :
أن ترى نفسك خارج مرايا الآخر
وأن تتبادل معه الزمان والمواقع فبل ان تنازله علي دربة العادة
ومهارة اليد البصير  كقطة عابثة تشد بكرة الخيط!.

(ح)
دوائر الضوء
هي ذاتها دوائر الغياب
فالحضور يبدأ حين يتنهي
جهلي بعلاقتي بالعالم،
 ومعرفة الآخرين غالباً من تكون حجاباً بينهم
 و نسيان العالم  !.

(
الداخل : شيءٌ
والخارج : شيء آخر تماماً
وفي سبيل ذلك
لا أحد يجهلُ أحداً او يفسره .
...
كلنا في المجئ من الآخر
عرضةٌ للردى والتغيّر،
كلنا كذلك  بالضرورة ، لولا ان بعض الناس في الذهاب إليهم
سواسيةٌ كأسنان المشط !.

)د(
وضعت نفسي أمام زجاج الحبيب
إستعرت من وجهه عين ذاتي
ونظرت بها الي ذاكرة العالم ،
ومن فرق ما قالني صار زجاجه يشبهني ،
صرت زراعه التي أمشي بها،
ويداه التي أتكلم بهما
فأبصرتني فيه علي كل شيء !.

(
قبل أن توغل في معرفة الآخر
قبل أن تكسر قوقعتك وتفتح كلتها
وتقفذ كمظلي علي أرضه ،
 قبل أن تشعلَ الرعدة فرائصها
وتحرق كنيرون كل المدينة خلفك :
تأمل ملياً معي في الحياة العريضة والكيان المهشم الذي بيننا
وتذكر إننا معاً شركاء فيما لا ندركه بالوصف أو بالحدسِ ،
وإننا بعض نزوعٍ عامرً لنشيج تسميه الذات = رغائبها
ويسميه الآخر = حدود التعقل
أو تاريخ الجنون !.

)
ر(
عندما لا يكون هناك
معزلٌ عن معرفة الآخر
لايكون هناك باعثٌ لإقتراف الكتابة!.
فيا غريمي الذي يسكب الحبر
علي هذه الورقة:
 
إن الأمور يا للأسف بخواتيمها
والضدُ بالضد قد لا يعرف !.

(ز)
في الشكل
قوة الأشياء وقيمتها!.
الغوايةٌ = رجلٌ بلا قيمةٍ أو شكل
والتفاحة : إمرأ ة ٌ داخلةٌ الي جنة الخلد
خارجةً عن قانون الجاذبية !.
...
من يملك العطر يمتلك الوردة
أو بالأحري
يمتلك المرأة داخل قارورة !.

(س)
القارئ لا يقترح عوالم النص ،
النص هو الذي يختلف عن القارئ !.
...
القراءةُ :
وجه مجعدٌ من وجوه الكتابة /الموت !.
...
الكاتب يقرأ الآخر!.

(
الشاعر متسول محترف
علي الموت والمعني
يولد دائماً في بيت المنفي ،
وكليهما مجبولٌ بالفطرة
علي غياب الآخر
وحضور العالم !.

)
ص(
البناء = أصل النقض وصورته !.
...
للهدم مهمة أخرى
غير تفتيت العناصر
هي توحيد الجزئ
وترتيب تضعضع فوضوية الآخر !.
...
الفنان : هو ذلك الإله – الإنسان
الذي لا يهدم العالم
إلاَّ ليعيد تخليقه من جديد!.

(
في عالم نصف ميت
يأخذ الأقل دائماً حقوق الكثير ،
 لذلك كلما إستدارت بإتجاه الشمال بوصلةٌ
صعدت الحرب أوزارها بإتجاه الجنوب ،
فغاب عن الناس السكينة
وعن الأرض السلام !.

)
ط(
العدالة في الكون كتفاحة نيوتن
تسقط للأسفل دائماً
لا لأن ميزان الحق مختلٌ
ولكن لأن الأرض
مغريةً بإقتراف الخطيئه ،
والسماء غالباً ما لاتحسن الإصغاء
لصوت الرغبة المشبوقة "بأقاليم الآخر"!.

(
اقذف ماضيك كله
وراء ظهرك وادخل معى
الى بهاء اللحظة المضارعه ،
هنا والان لكيلا ينهدم البعد الرابع بيننا
و لا ينبجس المستقبل الاَّ هادراً وجيَّاشاً
من مفرزة نافورة المكان !.

(ع)
اقوال الماضي عاجزة عن وصف نفسها بنفسها
غير ان اقوال المضارع جزيلة العطاء والبذل ،
غير ان الفكرة مستقبل الفعل لا القول وهى الخصومة الاكيدة
التي بينك والاخرين فى حضرة العالم !.

)
غ)
الوردة التي فى الغصن تزبل
اما الوردة التى فى الذهن
فتتفتحُ اكمامها على
قولاً وفعلاًوفكرا!.

)
ف(
البيضة أولا ام الدجاجة ؟.
...
تماما كأهل "بيزنطه"
كان "الحوار" و"الجدل": سيان
لذلك قالت بهما السفسطه
ما لم تقله مباحث الفلسفه عن المغفلين .
...
البيضةُ أولا ام الدجاجة ؟!
التأمل يفتح مغارة الاسئلة:
كيف ، متى ، لماذا ، الخ...
والعاقل من اكتفى بنفسه  
واتعظ بغيره !.

(ق)
صه !.
مفاتيح بيت الآخر ضائعة !.
...
اخلع وصاياك كلها
على عتبة الباب وادخل
-
لم أجد احداً هنا
-
لا عليك .. بهدوء اذا انسى انك كنت هناك
 واخرج ،ولكن من النافذه !.

(
على مهلٍ ، ومن وراء الحدود
تنسابُ الحكمة والبضائع
والحشرات الدقيقة ... الخ
قد يرث الجار جنة جاره ،
بينما الأقربون هم الأولى دائما ً
بالمودة والمعروف  .

(
الفصاحة فى الايجاز !.
...
اختزال الذات فى الاخر
ثرثرة حميمة غير ان كلمة واحدة للتعبير
قد لا تكفى !.

(
( ...لمرةِ واحدةٍ
يشتعلُ عود الثقاب !،
كذلك ولمرة واحدة
يشتعل قلب المرء بالحب ...)
..... هكذا لم يتكلم زرادشت!.

(
معى او ضدى ..ليس مهماُ
...
كثيرا ما تبدو القطيعة
وجه جديدا من وجوه الالفه
وزاويةً أخرى لرؤية الذات
ومعرفة الآخر !.

(هـ(
-
العاطفة انعكاس عقلى
...
عندما كانت تسكن غرفة قلبى
كانت تكتب ما شاءت من حبرها /حبري،
كنت امتحن بها نواياي البريئة
واقيس بها اغلال جرحى وامسى وحريتى
والان صار بيننا رماد القطيعة والهجر ،
صرت اعرف معناى دونها حين اعبر بها الليل وحيدا
كم كان فى ظهري خنجرها بارداً !.
كم كانت كالآخريات لا تستحق غدي !.
...
قلت له لاخر مرة :
(يا سيدي
قل لى كيف تفكر
اقل لك كيف تُحب!.
وافترقنا ولم نلتقي بعدها !.

(
عرفت نفسي
وحفظت لها حقها ،
وصلت يومي بغدى
 وحين أدركني الآخر
لم يجدني .
كنت اريده كما اراه
لكنه راني كما يريد
 فعرفني عن كثب وعرفته !.

(
كن نفسك
الآخر لا يشبهك.
"الحياة : اقصوصةُ يرويها أحمق " !.
والموت مع الجماعة
موتٌ ايضاً!.
_
يتبع
_______

أكتوبر 2015
محكمة الأحوال الشخصية - القضارف 

تعليقات

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  2. فحوى نص ديوان ( أقاليم الآخر ) يدور حول كيفية بناء علاقة اجتماعية ناجحة بين الآخرين ومدى تأثير هذه العلاقة على محيطها الاجتماعي الذي يقدر الفوارق المختلفة بين الذات والآخر عبر الاواصر الانسانية الدائمة والعابرة في مجتمعات العمل والصداقة والزواج والحب .. الخ

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة