ديوان : عند ضريح إيمانويل كانت

عند ضريح إيمانويل كانت
مصعب الرمادي

عند ضريح إيمانويل كانت 

___________________

الكتاب :  عند ضريح إيمانويل كانت

الكاتب : مصعب الرمادي

تاريخ الطبع :فبراير 2019م

حقوق الطبع والتأليف محفوظة

_______

* إلى روح الفيلسوف الألماني : إيمانويل كانت

 مبحث تنويري في الثقافة و الفكر والإبداع العربي الحديث 

__________

1

قلبيِّ الأبيض على مسنِ السكين بحافة البئر ِ.

 قلبي الطَّيب الذي كان هناك قبل المحرقة و وعرة مسالك المُجرد من  إلتياع ذكراها .  قلبي الكبير الذي لبعض شئونها لم يعد ينصرف نحو دلاء الماتحين بلا أدني طائلٍ مما لم يفضي بعدهما إليه وجرح لاهوت الوردة البلاستيكية  .هو قلبي ذلك  الغفل الأجرد الذي لم يحَّدث عن أخبارها قبل هنيهة من تدارك تنقيص مباهج الدهريين. هي العالم الذي لا يزال يسكن قلبي الأخضر عند نافذة الليل كما رأيته بعين الخلسة العابرة وهو يجدر بولع المُتفلسف عليه وجدل مناظرتهم لمؤامرة النظرية. هكذا كان إلى تنفس الصباح دون ان يحكم بالتقريظ ثرثرة الصنوبر و رهج الظهيرة التي لا تزال تساجل المتوهم من متردم الشعراء تحت كرزة عرفان الزرادشتية .  أنها مثل "ايمانويل كانت "  لا تزال بقلبي الصريع على مبلغ اليقين كما لا تغفل المهاجر عند  "كونيغسبرغ" عن الذي لم يتقاصر عن مقامات الرفيع  بمثل ما لم يجترح الحب من نوايا التنكيل بتغريية مغامراتها التنويرية الفَّذة .

2

ترهقني الأفكار المسطحة وعقل الآلة الذي يسكن هدير الماكينة ، ترهقني الأنة والحرص و تبصرها المدل بالحذافير من الأسئلة التي لا تكون سواها كما انها ما برف حول ينبوع المتفكر والحمامة مطوقة التي نصب ايمانويل كانت التذكاري . انه ما يقول : (العالم الماورائي دون أوهام الميتافيزقبا بعد اندحار الجيش الأحمر و هزيمة "النازي الجديد" .انها هناك على مقربة من إفريز النافذة بين السطور إلى ان يحين ما لم يعد ذلك يجدي المنافحة و مدرستي العقل والتجريب ، او هنا عندما يصبح الحدس مشيئة تسبق الظن حتى لا يصبح على غير ما يطمح زندقة الشاعر .

***

عقل ليميز السطح والفلينة ، كالتي تطفو كجثة فوق بحر قزوين هو لدماغ بالطنين يكاد إن يراه دون يغفل عن تخطي التجارب التي لم تعقبها دون ان يفهم بها طريقة عمل العالم . عقل ٌ ليميز المختل من دراسة اللاهوت وجدل مباحث الرياضيات وفيزياء اسحق نيوتن التي على يبدو انها  لم تقنع الرأي العام بطابع العلمية و الطافح على تسطيح تداعيهما الحر في ليل الإبحار المسجور.

3

لا توفيق ليبدي به اعتراضها على ما قد يردها برفق اليه ، حين لم تبرح التقوية " وهو لحركة التنوير يسترد بالكتاب نزوع معاصرة العالمية لحركة التنوير ، دون الذي لم يبرح مكانه حدود من لم تبلغ منتهي ضالة المؤمن ،او بهم حين لو عن ( نقد العقل الخالص ) بعض الذي اوشك ان يظفر بحقيقة اختلال الكائن ، كأن الذي بينهما لم يكن لسوا حلقة الوصل سجال المعرفة الذي لا يهدأ ، كالذي لا ينتهي ،بين الوجدان والعقل كل من بلغ أشدها حتى كاد بهم الاثر الرومانتيكي الذي يرد المثالية إليها ،قبل ذلك لم يحين بعد على محمل التنقيص .

4

الجحود جوهر الرزيلة ، لتسرد به لغواية الاوديسة المطبق كمن لا يقول بالصمت ما عن الفنون الجميلة كل الذي يتحرر من قيودها الثقيلة ، لا مثيل له والرسومات ومن لم تتقهقر عن الكنسية بما تفترض السماء داخل أكوب الشراب ، لولا تفكير الأزميل لما في الأغريقية و الرومانية من الحرية كمن لم يصدر عن الفن والثقافة والتكنولوجيا.

***

لموديل الإكليشهات التي تتحرى غرابة توحش النموذج ، لما تقدر عليه قبل ذهن الوردة على غصن الزيتونة ، ولهم لولاها بعد هندسة المعماري الذي يحاول ان ينسخ المخترع على شاكلة الأخير حتى ليكاد ان يظفر به و جوانب من حرقة بنيوية السؤال ، حبذا لو ان الطريق لم يفضي الى وجهة اخرى ، حبذا لو انهم من قوالب الطابوق قد ابتكروا تماسك النهر لحين موعد مؤجل قد يوفي المثالية حقها في توخي دقة تفسير العالم في اندلاع قيامة الروح في بياض نوايا الورقة الناصعة .

5 

حجر النار مكتشف براءة المسجل ، لسان غليظ يزن مثقال ما لن يفرط ميزانه تقدير وحدة المقاس ، قبد كالمهمل المخترع لمجرد ضرورة أوان المقدر ، لكتابها المعلوم حتى وقت لغيره يدلج الخيال متفكرا به لكيلا تدونها حواشي متونه او تكاد . بعد مايكل انجلو الرجل العصري ما قبل الفلسفة لعصر التنوير ينحت من حجر الرخام تمثال داود .

6

المسالخ تجهز بشبهة التشكك في النص الجديد ، غليظة وثقيلة على اللسان كأنها لا تدرك ليل لا يعقب صباحها الاغر المتلبس بحبر المطابع ، الرجل العصري يتفلسف بالعقل والتجربة لبرهان الحياة من اجل والوقوع تحت تأثير من يسبقها ، : لا احد يصدر من لا احد ، او ليبقى( كما لو انه يقول " الحبيس داخل اضابيرها والغبار من إهمال التجربة يتعمد واسطة التفكير المحض في ذات كنه الحقائق المجردة .

***

ليس غير الكسل والجبن ، ليس سواهما بالقصور كما لا ينجم  او بهم كالمزمن والمطنب في اللغو لولا تعمد الوقوع في الأخطاء ، لولا قيد موتها المؤكد لو ان من الهنيهة ما  استطاعت به الميتافزيقيا صياغة تخلق اللحظة المضارعة خلا حنين جارف لمجاهل الغيبي لو ان من السليقة الذي اضحى المتستر من حظوة تكريسها للعتمة والجهالات والخرافة .

7 

الليل المدلهم لا يكاد ان يبلغ النور على وقع أصابع البيانو ، هناك في الدرج الأخير كأن النوتة الموسيقية لا تكاد ان تستلقي مثلهما على حصير المنهك بعد ان تعداه الى تأليف أثرها الغامض الذي ما يزال بقبلتها الخاطفة عند بحيرة البجع ، ثمة للزرادشتية أحوال تشبه العاشقين حينما يوشكن اللاحق بفقاعة لم تنفجر بعد ، ثمة من يستمرأ ما يكاد بالهالة النورانية ان ينشر عنهما تعالميه و يبشر الطفل و ميلاده المعجز بزوال السحابة السوداء وفرار الأرواح الشريرة عن البيت والجدول الصغير ، ثمة من يتربص بالنبوة داخل معبد النار المقدسة قبل الوثنية والسحر الذي سيقضي عليه لولا ما لم يرشح من رواية الراوية عن تدبير المؤامرة للنيل عن كل ما لم يختلط الواقع فيه بالخيال .

8

من الشكوى والحنين كل الذي يبلغ بهم تمام مقصدها ، هناك دون الحاجة الى كلام معقول يحتاجه التشريع ليفسر دستور ما يعجز الطريق ، لذلك ربما ادرك ما فات ، يلحقني الازى الان جراء ذلك فيمعن في الدرس السابق كل الذي هو لمن لم يكد يظفر بالمتبقي، الخبرة لا تكفي القدرة على معرفة غيرها واللانهائية لم تعد تجدي فتيل الفارغ من عبوة المحتشد، لغيرها كالتجربة من يقول بالعالم من خارجه كما لا يفعل "ايمانويل كانت" بالفلسفة الاوربية والاثر الذي ما زال به يكادها قبل نزول الصاعق الى رغبة الجمهرة في ان الفرضية هي مغامرة الوعي التي تقدح حجر النار لاحتمالها ومن لا يكون في معية القطيع من تجريب عزف الجماعة المنفرد .

... ..

اشرحني لتبرير الجريمة لا تكمل ندرة وقوع لحيازة المشبه فيه، هنا بذمة في عنق الطائر كالذي لا يلزمها و انفاس المحتضر الاخيرة ، اعقلها لكي استرد بهم ايمانها باللحظة المضارعة والهول الذي لا يكادهم وما يسترد من دينها المستحق من التبديد ، اسرف في جنب البخيل حتى ليظن انه ليس لسواه ومن لا يعتقد بمثال من يحتذي النموزج في اطار احتواء كارثة الوشيك .

*** 

لا يكفي ان ترده تعاليم الاسلاف لتنجيم العرافين ، لا تكفيهما الاساطير المتوارثة ليقين لا يؤكد برهانه عليه ،  لا يكفي ما لم يظفر بجديد من مخبرة معرفة الناظر لاعتقادها الراسخ .

9 

في ساحة القديس بطرس الصورة التي جمعتهما لأخر مغامرة عاطفية، السماء هناك تكاد ان تهبط على التماثيل وتصَّورها على هيئة مغامرات الملائكة في حفل زفاف الانوار العلوية الباذخة ، كان الحبل يتدلى الى المسرح والساحة وهناك عند جسر التنهدات صار في مقدورهما في منتصف القرن السادس عشر ان يتم بهما ترويض وعورة الحجر . الآن بعد الابتكارات الهائلة ونهضة الفيزياء المجيدة بات في مقدورهم كل الذي سوف يمعن في محايثة المناطقة بالتفكير العملي حول مدى تدحرج العجلات والدواليب بساقية الليل قبل خرائط الرافعات التي لم ترفع عنها تكلف المنارة ونورس البحر وهي تنازل الأقاصي اثر غواية وحش الاساطير لمقارعته الحجة بالحجة ودفع الازى عن شغل الرسم المنظوري لقبة الكون الرمادية .

10

ربما افلت من العاقبة،

العقوبة قد تؤذي بصيرة العين بمدارك المتصور ،

بين الفينة والاخرى حتى ما يحين بعد لتمثيل دور الضحية .

***

ليس لما يجمل "ايمانويل كانت" كمفاصلة مجيدة لا تغوي التاريخ ضدها، الماضي على سكين الزبد البلدي تكاد القطيع قبل الماشية في الليل ، قليل وشيك المناور بحدس المشيئة اذ لا تفقد بهم حظها في تكدير صفو خلاعة ابتذال فلسفة المؤرخ .

 _

يتبع

___

مارس 2018م

حي المعمورة - الخرطوم   

تعليقات

المشاركات الشائعة